مر يوم 28 نوفمبر طبيعيًا ككل يوم جمعة.. قليل من المظاهرات فى عين شمس والمطرية، وقليل من المسيرات فى فيصل والهرم، طلقات خرطوش متبادلة بين الطرفين وقنابل مسيلة للدموع.. لا شىء جديدًا، حتى القنابل كما هى، بدائية الصنع، تم إحباط إحداها فى القاهرة، والأخرى انفجرت دون إصابات فى الجيزة، والثالثة لا تتعدى كونها محدث صوت.
عزيزى القارئ، أعرف أن الحيرة تصيبك كما تصيبنى، أعرف أنك تفكر فيما أفكر فيه «هى الدنيا كانت تستاهل دا كله».. عزيزى القارئ لنا سويًا أسئلة ضرورية من رحم 28 نوفمبر، أسئلة تحمل دلالات مباشرة عن خيوط تتشابك لصناعة الخوف من جديد فى الشارع المصرى، صناعة تنذر بالخطر.
1 - مر اليوم طبيعى كأى يوم جمعة، هل كانت الدولة على حق فى رفع حالة التأهب؟
2 - هل الأجهزة الأمنية المعلوماتية قدمت لصناع القرار تقارير معلوماتية صحيحة، أم هولت من الوضع وضخمته على غير الواقع؟
3 - إن كانت الأجهزة المعلوماتية- كما أشيع- قدمت معلومات عن مظاهرات حاشدة ومصاحف مرفوعة وأكفان بيضاء ومسيرات بالآلاف وجماعات مسلحة تستعد لإطلاق النار العشوائى فى الشوارع، وأغلب ذلك لم يحدث، فما مسؤولية الأجهزة المعلوماتية عن اختلاف الواقع على الأرض مقارنة بما قدمته؟ ومن يتحمل المسؤولية عن التورط فى هذا الخطأ؟
4 - هل الأمر يستحق من رئيس الوزراء عقد اجتماع طارئ لغرفة عمليات يحضر فيها بنفسه الثامنة صباحًا، وهى نفسها الغرفة التى لم تنعقد يوم حادث البحيرة التى راح فيها العشرات؟
5 - كيف تبدل الحال فى المعادلة، من يخاف من؟.. لماذا شعرنا نحن بالخوف يوم 28 نوفمبر ولم يشعر أنصار الإخوان، فى حين أن الجيش والداخلية تحميننا نحن، هل هناك خطأ فى إدارة يوم 28 أمنيًا؟
6 - هل شعور الخوف الذى تملكنا مقصود من جناح ما فى الدولة، أم وليد تصرفات غير مسؤولية من منابر إعلامية؟
7 - بهدوء، هل المقصود حقًا 28 نوفمبر، حيث مظاهرات الإخوان الضعيفة جدًا، أم 29 بما يحمل معه أهم حكم تاريخى فى قضية مبارك؟
8 - مر حتى الآن عام ونصف على إعلان الجيش والشرطة والشعب مكافحة الارهاب، فهل حقًا نسير على الطرق الصحيح لذلك، أم أن لدينا قصورًا وأخطاء لابد أن نواجه أنفسنا بها؟
9 - مانشيتات كل الصحف ستحمل العبارات الآتية «مصر هزمت الإرهاب، الإخوان سقطوا فى يد الداخلية، الأمن حمى الشعب من فتنة المصاحف».. كلها شعارات عن مواجهة الإرهاب.. إلى متى ستستمر الصحف فى رفع الشعارات، وإلى متى سنستمر فى مواجهة الإرهاب؟
10 - أخيرًا.. هل تصعيد الحالة الأمنية بالتزامن مع الزيارات الخارجية الناجحة لرئيس الجمهورية يخدم «السيسى» حقًا أم لا؟، وكيف يتحدث الرئيس فى الزيارة الأوروبية عن استقرار الأوضاع الأمنية فى حين تعلن كل الأجهزة الأمنية الحالة القصوى؟
فى النهاية.. لكل أفراد وضباط الجيش والشرطة، أقدر تمامًا دوركم النبيل فى حماية الوطن، حفظكم الله، وجعلكم عونًا لمصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة