استغل المصريون على مواقع التواصل ما جرى فى بوركينا فاسو ووجدوها فرصة للتنكيت، لكن التعليقات طرحت نوعًا من الدهشة بسبب التطابق فى الأفعال والتحركات، وبدت تكرارًا وتطابقًا.. شعب مع رئيس متسلط يصر على الاستمرار فى الحكم بالرغم من الفساد والتسلط.
انطلقت شرارة الثورة فى بوركينا فاسو، احتجاجًا على محاولة الرئيس بليز كومباورى تعديل المادة 37 من الدستور البوركينى، بما يسمح له بالترشح بعد 27 عامًا فى الرئاسة، شباب بوركينا فاسو تظاهروا بميدان الأمة، أكبر ساحات العاصمة واجادوجو، مثل ميدان التحرير، كما تظاهروا أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون الحكومى، مثل «ماسبيرو» واقتحموا مقر البرلمان.
رئيس بوركينا فاسو، بليز كومباورى بعد أن هاج الشعب أعلن أنه «لن يتنحى ومستعد للتفاوض، ومن المفارقات أن بليز قال إنه تلقى الرسالة وقال «فهمتكم.. وأخذت الإجراء الملائم للتطلعات القوية إلى التغيير» وقرر إقالة الحكومة.
لكن الجيش البوركينى تدخل بعد مقتل عدد من المتظاهرين، وأعلن قائد القوات المسلحة الجنرال أونورى تراورى تسلمه قيادة البلاد، وفرض حظر التجوال، وحل البرلمان، وحدد فترة انتقالية لتسليم السلطة، لكن الأمر اختلف قليلًا عندما خرج قائد بالحرس الجمهورى ليعلن تولى السلطة وهو ما ينبئ بتغير ما.
هى صورة طبق الأصل مما جرى فى مصر وتونس قبلها، وكان هذا مناسبة لعدد من المصريين ليعيدوا تذكر ما جرى فى مصر، ويطلقوا نكات، خاصة بعد أن تكررت المشاهد لحد التطابق، ديكتاتور يصر على البقاء، شعب ينتفض، الجيش يتدخل. الثوار ينظفون الميادين. لكن إلى أى اتجاه تصل الثورة هناك، وهل يقفز عليها الحرس القديم، أم تظهر جماعة مثل «الإخوان الفاسويين»، وهل يتشكل «ائتلاف شباب ثورة بوركينا فاسو» وهل يسعى البعض لاحتكار الثورة والحديث باسمها، وهل ينشغل الثوار بالبحث عن غنائم، ويسلموا البلد لجماعات الانتهازيين. ثم أن الاسم بما يحمله من معان مختلفة لدينا تحول إلى جزء من التنكيت. لكنه تنكيت لم يخل من شعور بغرور غير مبرر، واعتراف بفشل عميق.
المصريون وجدوها فرصة لاستعادة التنكيت، لكن الأمر لم يخل من غرور، لكنه أيضا لم يخل من اعتراف متأخر بالفشل والخيبة والندم. ثم أن السادة المعلقين، نسوا أن كبار الثوار كانوا طوال الوقت منشغلين بتويتر وفيس بوك، أى أنهم كانوا «حزب الكنبة الثورى» فيما تصوروا أنهم الثورة. وربما كان الدرس الأهم، أن يغادر الثوار كنبات المواقع إلى أرض الواقع. ويبدو الاندهاش من التكرار مدهشا، فالتكرار يحدث لتشابه الأسباب والشعوب، وليس تقليدًا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة