ضمن فعاليات اليوم الثانى للبرنامج المهنى..

ناشرون يناقشون الترجمة وتحديات النشر الرقمى فى معرض الشارقة

الإثنين، 03 نوفمبر 2014 07:06 م
ناشرون يناقشون الترجمة وتحديات النشر الرقمى فى معرض الشارقة جانب من الفعاليات
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواصلت اليوم الاثنين، فعاليات الدورة الرابعة من البرنامج المهنى للناشرين الذى ينظمه معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى غرفة تجارة وصناعة الشارقة، والذى يهدف إلى تطوير ودعم مهارات الناشرين العرب من أجل مواكبة الحراك الثقافى الإقليمى والعالمى، وتختتم فعالياته غدا الثلاثاء.

وحضر فعاليات اليوم الثانى، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، المؤسس والرئيس التنفيذى لمجموعة كلمات للنشر، وأحمد بن ركاض العامرى، مدير معرض الشارقة الدولى للكتاب، وريتشارد تشاركين، الرئيس المنتخب للاتحاد الدولى للناشرين، وأكثر من 270 ناشرا من أنحاء العالم كافة.

وأكد أحمد العامرى فى كلمته الترحيبية التى ألقاها فى مستهل بدء فعاليات اليوم الثانى للبرنامج المهنى، أن معرض الشارقة الدولى للكتاب سيكشف فى اليوم الختامى للبرنامج عن مشروع "يور فراى" لتحفيز الناشرين فى العالم العربى والمنطقة على الإبداع والابتكار، وأشار إلى دور وأهمية منحة الترجمة التى يقدمها صندوق معرض الشارقة الدولى للكتاب منذ ثلاث سنوات، بناءً على توجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتشجيع حركة الترجمة العربية والعالمية من خلال تقديم منح مالية جزئية للناشرين لمساعدتهم على ترجمة إصداراتهم إلى لغات أخرى.

وقال ريتشارد تشاركين، إن التطور اللافت والنمو الكبير الذى تشهده دولة الإمارات وإمارة الشارقة انعكس على تطور قطاع صناعة الكتاب، وأصبح البرنامج المهنى الذى يقدم قبل انطلاقة المعرض واحدا من البرامج الدولية المهمة لتطوير قطاع النشر، وبذل الجهود المتميزة فى تقريب وجهات النظر بين الناشرين بما ينعكس على تطور القطاع ونموه وتوسعه فى المستقبل، كما بيَّن ضرورة منع احتكار قنوات التوزيع، والبحث عن قنوات جديدة، وتطرق إلى تطور النشر الإلكترونى وأهميته فى تمكين الناطقين بالعربية الذين يقطنون فى الخارج من الحصول على الكتب المفضلة لديهم بلغتهم الأم، مبينًا أن هذا الجانب يحتاج إلى تعزيز حقوق الملكية الفكرية من أجل الحفاظ على حقوق المبدعين خارج حدود بلادهم.

بعد ذلك انطلقت الحلقة النقاشية الأولى التى تناولت موضوع "الكتب المترجمة والنظرة العالمية لمبيعاتها"، وأدارتها نادية واصف من مكتبة الديوان المصرية، التى بينت أن مجرد التفكير بالكتابة والطباعة ومغادرة الكتاب خارج الحدود ووصوله إلى القراء يحتاج إلى قصة خاصة، وقالت "إن تنوع جنسيات الناشرين المشاركين فى البرنامج والحوارات، إضافة إلى تنوع مهماتهم بين الكتابة والطباعة والنشر يثرى جوانب الحصول على إجابات وافية تكفل تطور القطاع، وتوجهه نحو التوسع إذا ما كانت هناك إرادات متفقة على أن يأخذ الجمهور حقه من الكتب التى يفضلها حول العالم".

وبين سيث جى روسو، نائب رئيس المبيعات الدولية فى دار سايمون آند شوستر بالولايات المتحدة، أن شبكات التواصل الاجتماعى هى عوامل مهمة وجديدة تدفع باتجاه تعزيز مجالات الانتشار على عكس الاتجاه القديم الذى كان سائداً، وفقيراً فى تنوع مجالاته، وقد سهلت الشبكات الكثير من الأمور على الناشرين وأوصلتهم إلى أسواق جديدة ومتنوعة لم تكن معهودة فى السابق دون تكاليف مادية، وعززت فيهم حب التحرك والبحث عن مجالات التعاون لنشر كتب ذات اهتمام واسع من القراء، لكن السوق الرقمية لا تزال سوقاً نامية غير تقليدية يمكن أن تتطور أكثر فى المستقبل، وبيّن أن لا مخاوف على الكتاب الورقى مهما تطورت الوسائل التقنية، باعتبار أن معظم العائلات تفضل أن يكون لأبنائها كتاب ورقى وليس كتاباً إلكترونياً، موضحاً أن هناك طلباً واسعاً على كتاب الطفل والكتب المترجمة، وهى أسس لابد من الانتباه لها فى بيان أهمية الكتاب الورقى على الدوام.

وتطرق أمير محمد من دار فيكسى الماليزية إلى واقع قطاع النشر الماليزى وسوق الكتب المترجمة، مشيراً إلى أن أغلب سكان ماليزيا البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يقرؤون باللغة الأم "البوريشية"، ويتركز بيع الكتب بهذه اللغة، وهناك ارتفاع فى أعداد القراء من فئة المراهقين والشباب، ولدى الكثير منهم توجهات جيدة فى الذهاب والتسوق من المكتبات والبحث عن الجديد فى عالم الكتب، وكانت فكرة الترجمة من اللغات الأخرى معقدة فى البلاد بعض الشىء للأسباب المذكورة، لكن جرت محاولات أولى لا تزال بحاجة إلى بعض الوقت لتنمو، وقال: "فى هذا الوقت أعتقد أن هذه فرصة لبناء علاقات جديدة وجديَّة مع سوق وكالات الكتب الأدبية، والترويج للكتب المترجمة كى تأخذ نصيبها من الاهتمام فى البلاد مستقبلاً".

وقال بيير استيير من وكالة استيير بيتشر للحقوق الأدبية فى فرنسا: "هناك نقص إلى حد ما فى ترجمة الكتب العربية إلى الفرنسية، ونحتاج إلى دعوات ولقاءات مستمرة للكتاب والناشرين العرب لغرض بذل المزيد من الجهود للتباحث حول إمكانيات التعاون فى نشر الكتب المترجمة، ففى فرنسا هناك دعم كبير من قبل الحكومة للجانب الثقافى، ويمكن أن نستثمر هذه القضية فى تعزيز مجالات التعاون إذا ما تم معرفة مدى جدواها وأهميتها فى البناء الثقافى المشترك، ونعتقد أن أجواء العلاقات الحالية متميزة وملائمة ويمكن أن تلقى بظلالها على نجاح هذا المشروع المهم".

وأكدت ياسمينة يرساتى من وكالة الراية اللبنانية، ضرورة اختيار مترجمين جيدين لنشر الأعمال العربية، وأن على الناشر معرفة المزيد عن الجمهور ورغباته واتجاهات التفكير السائدة، كما يتعيّن على الناشر معرفة ماهية ومحتوى الكتب التى ينوى ترجمتها بشكل دقيق، ومدى اتفاقها مع تحليل البيانات المسبقة التى يمتلكها بشأن اهتمام الجمهور بها من عدمه، مشيرة بالقول: "من المهم أن تبحث دور النشر عن الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم وتنطلق من ذلك فى الترويج لها وبيعها فى بلدان أخرى لكن هذه القضية تحتاج أيضاً إلى بعض الوقت، فليس كل كتاب شهير فى بيئة ما يمكن أن يكون كذلك فى بيئة أخرى ما لم يرافقه دعم إعلامى وترويج وتسويق مناسبين".

وفى الحلقة النقاشية الثانية، والمعنونة "أرنى المال!"، وهى تدور حول نماذج حديثة للتجارة والنشر الرقمى، وأدارها أسيف بشير من يونيك إنسبايريشن ليمتد، وتحدثت فيها ليزا غالاغر عضو مجلس كلية نيويورك ووكيلة الأعمال الأدبية بدار ستانفورد جى جرينبيرقر عن الفرص والتحديات التى يفرضها العالم الرقمى مثل انخفاض طباعة أعداد الكتاب المطبوع لصالح الرقمى، وتذبذب الإيرادات الناتجة عن هذا التحدى، وفى الجانب المقابل منح مزايا أخرى لبلورة أفكار تنسجم مع الفرص التى وفرها العالم الرقمى للمؤلفين من حيث الانتشار والبُعد عن الرقابة وهى تحتاج إلى دراسة ومراقبة تنفيذها وتقييمها.

ووافقها ناثان هال، مدير تطوير المنتجات الرقمية فى بنجوين راندوم هاوس، فى أن الثورة الرقمية التى انطلقت منذ السنوات الماضية أفرزت نماذج وأفكار وأعمال جديدة فى فهم مهارات الكتاب والناشرين والسوق على حد سواء، وعلى أقطاب هذه الصناعة تعزيز قدراتهم بالمزيد من الأفكار والتوجهات، التى تكفل التجاوب مع الظروف الجديدة التى فرضتها الثورة الرقمية لضمان النجاح اللازم.

وأوضح أشرف مقلّد، المدير التنفيذى لـ"كتبى دوت كوم"، بعض أوجه التشابه والاختلاف فى أسواق أوروبا والعالم العربى فى مجال النشر الإلكترونى، مشيراً إلى "أن السوق الرقمية العربية لا تزال فتية فى هذا المجال على الرغم من وجود بعض التجارب الناجحة، لكنها ستتابع الخطوات التطورية التى انطلقت بها السوق الأوروبية لتحقيق نجاحات مماثلة".

واختتمت الحلقة النقاشية باستعراض مواضيع ذات صلة مثل: السبل الناجحة للتسويق الرقمى، والتجارب الناجحة فى السوق البريطانية والصينية، ودور عمالقة التكنولوجيا المعاصرين فى إنجاح التجربة الرقمية بالمزيد من البرامج، والتحديات والفرص التى توفرها التقنية فى مجال الإيرادات، وغيرها.

كما تضمنت أعمال اليوم الثانى للبرنامج المهنى تقديم مقدمة عن مشروع منحة الترجمة بمعرض الشارقة الدولى للكتاب وأبعاده وآثاره على مدى السنوات الماضية منذ انطلاقته فى العام 2011، كما استعرضت كيفية التقدم بطلب الحصول على منحة الترجمة من قبل الناشرين، وقد قدمته كل من "مريم آل على تنفيذية البحوث والترجمة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، وإيما هاوس من جمعية الناشرين البريطانيين".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة