لقد أظهرت مظاهرات رفع المصاحف الوجه القبيح للجماعة التى استغلت الدين فى الحصول على بركة الدنيا لهذا لم يصدقها أحد ولم يؤمن أحد بأفكارها وشعاراتها، خاصة بعد أن وصلت للحكم حيث تحولت وأصبحت أكثر خطرا من الحزب الوطنى الفاسد لأن هذا الحزب مهما كان فساده لم يستغل الدين والمصحف والسيف فى حكمه لمصر على عكس جماعة الإخوان، فمنذ اليوم الأول لسيطرة الإخوان على مقاليد الحكم وهى ترفع المصحف وتستخدم آيات الله الكريم فى تمرير أى قرار تريده، فمحمد مرسى هو أول رئيس يحول نفسه إلى إله لا يتم الطعن على قراراته، وهو ما جعل شعبه يخرج عليه ويرفض استمرار حكمه وما حدث يوم 30 يونيو لم يكن أول المطاف بل إن شعب مصر رفض حكم مرسى منذ الإعلان الدستورى الأسود.
كل هذا جعل العلاقة بين الإخوان والمصحف علاقة مصلحة، فالجماعة استخدمت آيات المصحف لدعم حكم مرسى وعندما فشلت استخدمته فى رفعه للعودة لشرعية مرسى والمفارقة أن الشعب لم يخدع فى الحالتين، بل وصل الأمر إلى قيام بعض أبناء شعب مصر بالرد على مظاهرات رفع المصاحف يوم الجمعة الماضى بعبارة واحدة وهى: «والمصحف الشريف مصر ستظل بخير ومرسى لن يعود للقصر»، هذا هو رد شعب مصر على تخاريف ثورة المصاحف التى لم تقدم شيئا للجماعة إلا مزيدا من الخسارة والانتكاسة والكراهية الشعبية والتى لم يستطع أحد داخل جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى وأذرعها المسلحة من أنصار بيت المقدس إجبار شعب مصر على الرضوخ لمطالبها غير الشرعية والتى تحاول الجماعة الترويج لها بأنها شرعية وهى الكذبة الكبرى التى يجب أن تستفيق منها جماعة الإخوان بعد الفشل الذريع لمظاهرات رفع المصاحف والتى تحولت إلى تصويت جديد ضد الإخوان وضد مرشدها وضد رئيسها الفاشى والفاشل محمد مرسى الذى لم يستطع أن يحكم مصر لأنه غير مؤهل لذلك، وكان هذا واضحا فى العام الأسود الذى حكمنا فيه هذا الرئيس الفاشل، والذى بسببه تحولنا أثناء حكمه إلى دويلة صغيرة يحكمها التنظيم الدولى للإخوان.
والغريب أنه بعد سقوطهم بأكثر من عام يريدون العودة متمسحين فى القرآن الكريم الذى تشهد كل آية من آياته على أن جماعة الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسى لا تصلح لقيادة مصر الآن وبعد 100عام.
عبد الفتاح عبد المنعم
ترفعوا «المصحف» أو «السيف» مرسى لن يعود رئيسا لمصر «2»
الأحد، 30 نوفمبر 2014 12:23 م