ناصر عراق

ندم حمدى قنديل وجرأته!

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 03:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينى وبين الإعلامى الكبير الأستاذ حمدى قنديل مودة خاصة، فقد عملنا معًا فى دبى.. هو كان يقدم برنامجه المدهش «قلم رصاص» على قناة دبى، وكنت أشغل موقع مدير تحرير مجلة دبى الثقافية التى يرأس تحريرها الإعلامى والشاعر الإماراتى المتميز الأستاذ سيف المرى، وكنا نلتقى كل شهرين تقريبًا مع الصديقين العزيزين عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق حاليًا ،وعادل السنهورى رئيس التحرير التنفيذى فى اليوم السابع، حيث كانا يعملان فى جريدة البيان الإماراتية آنذاك.

فى كل لقاء يجمعنا - فى الفترة من 2005 حتى 2009 تقريبًا - كان الحديث عن مصر ومستقبلها ينهب وقت الجلسة التى تمتد لأكثر من ساعتين، وكان الأستاذ حمدى - رعى الله أيامه ولياليه - يشعر بأسى شديد على ما وصلت إليه الأحوال فى السنوات الكابوسية الأخيرة من عهد مبارك.

يتمتع الأستاذ حمدى بنظرة ثاقبة إلى الأوضاع السياسية، ويمتلك حصافة تحليلية تجعله يرى ما تحت السطح ويعريه برصانته المعهودة الممتزجة بسخرية لاذعة تجرح ولا تدمى، لذا كم كنت مندهشا حين وجدته يؤيد الرئيس الساقط جماهيريًا محمد مرسى، ذلك أننى كنت أرى - ومازلت - أن اختيار مرسى لمنصب رئيس مصر، يعد إهانة كبرى للحضارة والدولة المدنية الحديثة، كما كتبت ذلك فى «اليوم السابع» حينها «12 يونيو 2012».

لكن الأستاذ حمدى تحدث فى ندوة بالجزائر قبل يومين معلنا بجرأة شديدة أنه لم يندم فى حياته مثل ندمه على وقوفه مع محمد مرسى فى البداية، وهنا يتجلى المعدن الأصيل للمثقف الكبير الأستاذ حمدى. لقد ظن الرجل أن تأييد مرسى فى صالح تعزيز الديمقراطية، لكن حين اكتشف أن الإخوان يستحوذون على السلطة ويطيحون الآخرين، أعاد الأستاذ حمدى حساباته، وأعلن أن وقوفه مع مرسى كان من أكبر الأمور التى جعلته يشعر بالندم.

ترى.. كم من الذين أيدوا مرسى وجماعته المشبوهة يشعرون الآن أنهم أخطأوا فى اتخاذ هذا الموقف، لكن العناد يمنعهم من التراجع؟ لقد أخذتهم العزة بالإثم وظنوا أنهم بذلك يسيرون على الصراط المستقيم للمبادئ!

أستاذ حمدى.. ما أجملك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة