أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه يرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض، ساكنين وسط كل الدمار والخراب الذى يحطيان بهما"، مضيفاً أنه يعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكى تشرق شمس الحقيقة شمس الفضيلة عبر الكتاب".
جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، وبحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمى، ولى العهد نائب حاكم الشارقة، والشيخ عبدالله بن سالم القاسمى، نائب حاكم الشارقة، والتى تقام فى الفترة من الخامس وحتى الخامس عشر من نوفمبر الجارى فى مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1256 دار نشر من 59 دولة.
وقال حاكم الشارقة فى كلمته الافتتاحية للمعرض عن الظروف التى واكبت هذه الكلمة: "قبل يومين، كنت على مائدة الطعام مع أولادى، فأصروا أن ألقى كلمتى ارتجالاً، فتركت الموضوع إلى هذا الصباح، بدون تحضير، حتى إذا جلست فى هذا اليوم، فى غرفتى هادئاً، وما حولى ساكناً، وإذا بقلبى يطرق طرقاتٍ متواصلة، قلت ماذا بك يا قلب؟ هل هذه حوافر خيولك تغدو إلى نصرٍ، أم حوافر خيلك متراجعة بالهزيمة، فلم يجب؟".
وأضاف: "قلت: هل هذه الطرقات طرقات مطارق مصانعنا، أم أنها تفجيرات ومعاول تهدم.. ثقافتنا ومتاحفنا وعلمنا.. فسكت.. قلت: أيها القلب.. لقد أشقيتنى وأتعبتني.. كل ما دعمت منك شرياناً مال شريان.. رأفةً بي.. قال: أيعجبك الذى يحدث الآن فى عالمنا العربى من الخزى ومن التدمير والتشريد.. استحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الإنسانية؟.. استحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الشيم العربية؟.. استحلفك بالله هل هذا من أعمال تعاليم الدين السمح".
وأردف: "قلت: مهلاً يا قلب.. استكن، لا تدفعنى إلى أن ألعن الظلام بل ادفع بى لأوقد شمعة تنير لنا الطريق فى هذا العالم المتظلم.. قال: عرفت شمعتك.. قد كنت أعرفها منذ كنت صغيراً.. فى شأن الكتب أخذت خنجرك الذهبى وأنت لم تبلغ الثانية عشرة من عمرك، فرهنته لتشترى به كتباً، ألم يحدث؟.. قلت له: حدث.. واخوتى كلهم، كل واحد لديهم خنجر مذهب فأين خناجرهم؟.. قيمة خنجرى لا تزال فى صدرى علماً ومعرفةً.. قال: شاهدتك فى أول معرض للكتاب.. تجول ولم يكن من الزوار إلى ذلك المعرض فى أول دورة له من يشترى هذه الكتب.. ولم أشاهدك حزيناً بل كنت أشاهدك ذا عزيمة.. حتى إذا قال الآخرون نكتفى بهذا.. لأن لا يصلح أن يكون معرض للكتاب فى هذا الجزء من العالم العربي.. وبادرت واشتريت كل الكتب.. جزء منها فى المكتبة العامة وجزء فى المدارس وجزء لى شخصياً.. واستمر التصميم على متابعة إقامة ذلك المعرض.. قال: قلبى وأنت الآن تصل إلى الدورة 33.. وهنا مثل ما شاهد معك اليوم.. المكتبات العالمية أتت إلى هذا المعرض.. وكُتاب الدنيا أتوا.. والمؤسسات الفكرية أتت هل استكفيت.. قلت له: لا.. قال: وماذا تريد؟".
وأضاف سموه: "قلت لقلبي: أنا قرية فى عالم كبير اسمه العالم العربي.. أنا نقطة فى محيط.. ليت لى تلك الأذرع التى أصل بها كل مكان فى هذا العالم العربي.. الذى أصبح فى هذا الموقف المخزى أمام الدنيا... قال: كيف تراه.. هل تراه حقيقةً..
واختتم كلمته: "قلت لقلبي: إنى أرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض.. ساكنين وسط كل الدمار والخراب.. الذى يحطيان بهما.. أحياناً أجدهما مغطيان بالسحاب عندئذ يتحرك الناس فى الظلمات.. ظلمات الجهل.. ظلمات الجريمة.. ظلمات التعصب.. ظلمات الهمجية، وإنى أعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكى تشرق شمس الحقيقة شمس الفضيلة عبر الكتاب".
حضر حفل الافتتاح كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو، والدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصرى الأسبق، وأحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصرى الأسبق، والدكتور عبيد سيف الهاجري، مدير مكتب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – ايسيسكو بالشارقة، والفنان الكبير عادل إمام، وجمع كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين وممثلى وسائل الإعلام وأفراد المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة