يا ريتنى أعمى أشربك باللمس
عندما سئل لماذا تريد أن تكون شاعرا قال: "لأساعد الناس حتى تكون حياتهم أفضل"، إنه "والد الشعراء" فؤاد حداد، صاحب التجربة العريضة والمختلفة والمميزة، والأكثر تأثيرا على الأجيال التى تلت هذه التجربة الفريدة، حيث يظل فؤاد حداد "أيقونة" شعرية ومنارة يقصدها الشعراء خاصة الشباب، فنجده دائما يقود أرواحهم الشابة ويهديهم سواء السبيل.
اتلفتت لى المستبدة اللطيفة
وخدها بينطر دموع مش نازلة
و الحب أرحم لما يبقى مغازلة
إنها قصيدة "الحلزونة" من "لا وانت الصادق ديوان التسالى بالمزاج والقهر"، والذى كتبه فؤاد حداد من أوائل مايو إلى أواخر يونيه 1981، وهذا تاريخ "مؤرق" بعض الشىء، فهذه الفترة تسبق اغتيال الرئيس السادات بشهور، فما الذى يدفع شاعر معروف بحسه السياسى وتمرده وهجومه على الديكتاتوريات الحاكمة ليكتب قصيدة بهذه الرقة، فالمعروف عن فؤاد حداد أنه اعتقل أكثر من مرة، كانت الأولى من 1953 إلى 1956 لم يتخللها سوى إفراج لمدة شهرين عام 1954، واعتقل مرة أخرى عام 1959 ولمدة 5 سنوات حتى عام 1964، كل ذلك تم فى عهد عبد الناصر ومع هذا عندما مات ناصر كتب فؤاد:
“يا قلب عبد الناصر / قوم للجهاد والفرض / ولاجتماع الملوك / ويتامى يستعجلوك / الله يحب الجهاد ويحب الاستشهاد / والابتسامة اللى عرض الأرض والسموات / الله يحبك
كما كان عانى فؤاد حداد من التضييق الإعلامى وظلوا يعتبرونه شاعرا غير مرغوب فيه من قبل السلطة، فما الذى دفعه لكتابة هذا الغزل الجميل فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد،
إن الحب فى هذه القصيدة يتجاوز المفهوم العام فهنا يلخص "حداد هموم الشاعر والمقاوم والسجين والمعذب فى حب الوطن، بما يتفق وشخصية الشاعر فؤاد حداد، بوداعته وخجله فلا نجد الصوت العالى ولا الصخب، إنما نجد لغة تتفق وكلمات "اللمس" و"المغازلة".
من زاوية أخرى قصيدة "الحلزونة" والتى تعتبر من أشهر قصائد العامية، علينا أن ننتصر لهذا الاسم فى مواجهة ما حدث لها من تسطيح فى فيلم "مرجان أحمد مرجان" بما يحمل من إساءة للشاعر، ولاسم قصيدة بهذا الجمال والرقة.
فجأه لقينا الليلْ بيشتى نهارْ
والأرض بلبلْ والسما فرجه
وانْ كان ما حدش سامعه بيغنى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة