محمد الدسوقى رشدى

أولادك فى طابور الموت وأنت فى طابور الصمت

الخميس، 06 نوفمبر 2014 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تطلب منا الحكومة شيئا سوى الصمت، صمت تحت مبرر أن الوضع صعب، السادة الوزراء متعبون، المطالبة بمحاسبة المسؤول تسبب هزة فى الأداء الحكومى، وكأن الأداء ليس مهزوزا فى أصله.

كل المطلوب منك أن ترى تلاميذ المدارس يتساقطون يوما بعد الآخر ضحية الإهمال وتراخى السادة المسؤولين، وأنت صامت غير غاضب وإلا سيجعلون منك متهما بتقويض مشروع الدولة، أو عميلا أو جزءا من الطابور الخامس.

اكتم غضبك بداخلك، السادة الوزراء يهتزون حينما يسمعون صرخة وجعك، هكذا قال المهندس إبراهيم محلب، ولم يمنحنا بديلا لتصريف هذا الغضب، ولا حلا لتقوية شخصيات وزرائه المهتزة، هو فقط كتب لنا روشتة لما بعد الحوادث المؤلمة التى وللغرابة شهدت ردود فعل رئاسية أسرع بكثير من رد فعل الحكومة ذاتها.

روشتة الحكومة تطلب من المواطنين الآتى: «لا لصراخ الوجع.. الصراخ يضر بنفسية السادة الوزراء، كن مؤمنا بالقضاء والقدر، تحدث عن الإهمال كما تشاء، ولكن لا تطلب إقالة مسؤول أو وزير».

مضطر أن أذهب معك إلى حيث الماضى لاستعارة صرخة ننفث بها غضب تفحم أبناء مصر فى حادث البحيرة، مضطرا أجد نفسى متضامنا مع أحمد ذكى وعاطف الطيب، محذرا من خطوة قادمة يقدمون بها كبش فداء صغير لحماية وزير أو رئيس وزراء، ولا أجد لتبديد تلك المخاوف سوى كلمات أحمد زكى فى ضد الحكومة، لكى يعلم الجميع فى السلطة وخارجها أن تلك الدماء فى رقبتنا جميعا: «نعم صبى من الذين حكم عليهم أن يكونوا ضمن ركاب أتوبيس الموت، رأيت فيه المستقبل الذى يحمل لنا طوق نجاة حقيقيا، رأيتنا نسحقه دون أن يهتز لنا جفن، نقتله ونحن متصورون أن هذه هى طبائع الأمور. كان لا بد لى أن أقف.. إن هذه جريمة كبرى لا بد أن يحاسب من تسبب فيها، أنا لا أطلب سوى محاسبة المسؤولين الحقيقيين، عن قتل عشرين تلميذا لم يجنوا شيئا سوى أنهم أبناؤنا، أبناء العجز والإهمال والتردى، كلنا فاسدون.. كلنا فاسدون، لا استثنى أحدا.. حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة، سيدى الرئيس كل ما أطالب به أن نصلى جميعا صلاة واحدة لله الواحد إله العدل الواحد الأحد القهار، لست صاحب مصلحة خاصة، وليست لى سابق معرفة بالشخوص الذين أطلب مساءلتهم، ولكن لدى علاقة ومصلحة فى هذا البلد، لدى مستقبل هنا أريد أن أحميه، أنا لا أدين أحدا بشكل مسبق، ولكنى أطالب المسؤولين عن هذه الكارثة بالمثول أمامكم، فهل هذا كثير؟ أليسوا بشرا خطائين مثلنا، أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقى البشر!! سيدى الرئيس، أنا ومعى المستقبل كله نلوذ بكم ونلجأ إليكم، فأغيثونا.. أغيثونا».

صرخة الوجع لا يكتمها إلا غير عالم ببواطن الأمور، غير عالم بأن تخزين الوجع يحوله إلى غضب، والغضب نار، والنار تحرق دون تمييز، وتشتعل دون ترتيب، ومصر فى وضع تطاردها نيران الخارج، فلا تتركوها فريسة لنار الداخل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة