"الدهس" أحدث وأقوى الوسائل التى يستخدمها الفلسطينيون حاليا بالضفة الغربية والقدس المحتلة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى، بعد أن ضاقت بهم كل السبل لمواجهة الاعتداءات المتكررة التى يشنها قادة المستوطنين اليهود ونواب الكنيست من اليمين اليهودى المتطرف للمسجد الأقصى المبارك وباحة الحرم القدسى بالكامل، فقد ازدادت مؤخرا عمليات الدهس التى ينفذها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال والمستوطنين للدفاع عن ثالث الحرمين الشريفين.
وبعد حوالى 10 ساعات على عملية الدهس الكبيرة التى نفذها سائق فلسطينى فى مدينة القدس المحتلة ظهر أمس الأربعاء، والتى أدت إلى مقتل ضابط كبير بسلاح حرس الحدود الإسرائيلى، وإصابة جنديين آخرين، بالإضافة لـ 10 مستوطنين، قام سائق فلسطينى آخر بدهس مجموعة من الجنود الإسرائيليين فى جنوب الضفة الغربية وتحديدا بمدينة الخليل، أدت إلى جرح 3 مستوطنين بينهم واحد بحالة خطيرة.
وقبل أسبوعين قُتلت طفلة إسرائيلية ابنة أحد المستوطنين وفتاة من إسرائيلية تحمل جنسية الإكوادور فى عملية دهس أيضا فى محطة القطار الخفيف فى شمال القدس المحتلة، وكان منفذ العملية من سكان حى "سلوان" بالقدس المحتلة، واستشهد على الفور عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه.
ومنذ بداية عام 2014، نفذت 4 عمليات دهس من هذا النوع وأدت إلى إصابة أكثر من 30 مستوطنا وقتل 4، لتضاف للعمليتين التى وقعتا أمس لتصبح 6 عمليات حتى الآن خلال العام الجارى ليرتفع عدد القتلى لـ 5 وإصابة 42 مستوطنا، والمقارنة بعام 2013، جرت عملية دهس واحدة أصيب خلالها جندى واحد واستشهد منفذها، ولم يتم التبليغ عام 2012 عن أى حادث دهس، وفى عام 2011 وقعت عمليتين دهس كلاهما فى مدينة تل أبيب.
وأفادت تقارير إسرائيلية أن عمليات "الدهس" أصبحت معروفة جيدا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث تحول هذا النوع من العمليات إلى طريقة شائعة عند الشباب الفلسطينيين وخاصة من القدس الشرقية المحتلة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين فى المدينة المحتلة.
وتقول التقارير الإسرائيلية إنه خلافا للعمليات الاستشهادية الأخرى مثل عمليات إطلاق النار وغيرها تتطلب معدات خاصة وتدابير كبيرة، لكن عملية الدهس تتطلب سيارة فقط، ويمكن الحصول عليها بسهولة، لذلك تتم عملية الدهس كثيرا بمبادرة شخصية من منفذ العملية، بلا تنظيم يساعده فى التخطيط للعملية، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل قوات الأمن الإسرائيلية وأجهزة المخابرات لتوقع هذه العمليات ومنع تنفيذها قبل أن تحدث، لأن المعلومات الاستخباراتية غير متوفرة تقريبا، وأن هذه المبادرة الشخصية من هذا النوع لا تعتمد على التنظيم والتسلح من أجل تنفيذها.
ويشار إلى أن أول عملية "دهس" وثقت فى تاريخ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين جرت فى فبراير عام 1987، حيث اصطدم منفذ عملية بسيارته مع دورية عسكرية إسرائيلية فى مخيّم اللاجئين فى نابلس شمال الضفة، وفى نفس الحادث أصيب عدة جنود قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار على منفذها، ومات أحد الجنود متأثرًا بجراحه بعد سنة ونصف من العملية.
وازدادت عمليات "الدهس" الفلسطينية فى سنوات التسعينيات، بعد توقيع معاهدة "أوسلو" بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال وتأسيس الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وحتى بعد الانتفاضة الثانية تمت بعض المحاولات لبعض الأفراد لتنفيذ بعض عمليات الدهس بواسطة معدات ثقيلة مثل البلدوزرات والحفارات الكبيرة فى القدس، حيث إن هدف استعمال نوع كهذا من المعدات الثقيلة معد لإحلال ضرر أكبر وزيادة عدد المصابين فى صفوف الإسرائيليين، وانتهت كل عملية من هذه العمليات تقريبا بقتل السائق على يد القوى الإسرائيلية المحتلة من حرس الحدود أو الجنود والشرطة، الذين كانوا فى المنطقة.
موضوعات متعلقة..
بالصور والفيديو.. مقتل وإصابة عشرات الجنود الإسرائيليين فى أكبر عملية دهس بالقدس المحتلة.. سائق فلسطينى نفذ العملية بسيارته بجوار محطة القطارات.. واستشهد عقب خروجه من السيارة برصاص الاحتلال
موقع إسرائيلى: سيارة تجارية ذات دفع رباعى دهست جنديين إسرائيليين
"الدهس" سلاح الفلسطينيين الجديد لمقاومة الاحتلال.. 2014 يشهد أكبر عمليات دهس فى تاريخ الصراع.. 6 عمليات قتلت 5 إسرائيليين وإصابة 42.. معظم العمليات مبادرات شخصية ولا تعتمد على التسلح من أجل تنفيذها
الخميس، 06 نوفمبر 2014 04:32 م
جانب من احدى عمليات الدهس بالقدس
كتب محمود محيى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة