قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، إنه عقب اتخاذه إجراءات اقتصادية جريئة ليخرج اليابان من حالة الركود الاقتصادى، ربما يكون رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابى على موعد مع حدث كبير آخر هو الاجتماع مع الرئيس الصينى شى جين بينغ هذا الأسبوع، على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهاديء /ابيك/ فى العاصمة الصينية بكين.
وذكرت الصحيفة الأمريكية -على موقعها الإلكتروني- أنه خلال العام الماضي، تصاعدت حدة التوترات بين اليابان والصين بشأن الجزر فى بحر الصين الشرقى (المعروفة فى اليابان باسم جزر سينكاكو وفى الصين باسم دياويو)، وتم تجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 2012، عندما قامت اليابان بشراء هذه الجزر وتعرض آبى أيضا لانتقادات فى الصين اثر زيارته ضريح ياسوكونى لقتلى الحرب اليابانيين فى عام 2013، والذى يضم مجرمين حرب من الحرب العالمية الثانية.
وقالت "واشنطن بوست" إن آبى جلس فى مكتبه الأسبوع الماضى ليجرى مقابلة مع مراسلتها لالى ويماوث لمناقشة قضايا اقتصادية والعلاقات مع الصين وحول مدى ثقته فى الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وأضافت أن آبى أكد أن الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها حكومته تهدف لإنقاذ اقتصاد اليابان من حالة الانكماش التى استمرت أكثر من 15 عاما، وأن بنك اليابان المركزى حدد هدفا باستقرار الأسعار بنسبة 2%، وبناء على ذلك، تم تعزيز سياسة نقدية قوية، مما أدى إلى تبديد فكرة استمرار هذا الانكماش الاقتصادى. وبالنسبة إلى أساليب السياسة النقدية الواقعية التى يمكن توظيفها، فالامر يرجع فى ذلك تماما إلى بنك اليابان المركزي، مشددا على ثقته فى محافظ البنك المركزى هاروهيكو كورودا.
ونقلت الصحيفة عن آبى قوله فيما يتعلق بقرار صندوق المعاشات الحكومى باستثمار المزيد من الأموال فى فى الأسهم المحلية والدولية، "أما بالنسبة لصندوق استثمار المعاشات الحكومية (أكبر صندوق معاشات فى العالم)، فإن هذا نتيجة مناقشات أجريتها مع أشخاص طلبت منهم استعراض المحفظة. واجبنا هو التأكد من حصول أصحاب المعاشات على معاشاتهم التقاعدية بانتظام. ثانيا، تتحول المحفظة الان من بيئة يهيمن عليها الانكماش إلى واحدة لا يسيطر عليها الانكماش. وبناء عليه، كان علينا مراجعة المحفظة. ثالثا، تقليل المخاطر. وجرى اخذ تلك الأمور الثلاثة بعين الاعتبار، وكذلك إعادة النظر فى الاتجاه الدولى بأكمله فى إدارة التقاعد. وبعد القيام بكل ذلك، أعلنا أنه سيتم إجراء تغييرات فى حقيبة صندوق استثمار المعاشات الحكومية".
وردا على سؤال للصحيفة حول التكنهات التى أثيرت حول زيادة الضريبة الاستهلاكية فى ديسمبر المقبل، وإذا كان يعتقد أن الاقتصاد انتعش بما يكفى لاتخاذ هذه الخطوة، أكد رئيس وزراء اليابان ضرورة زيادة ضريبة الاستهلاك للتأكد من إمكانية أن يمكن تسليم نظام ضمان اجتماعى قوى وجيد للجيل القادم، موضحا أنه لهذا السبب نفذت حكومته الجولة الأولى من زيادة الضريبة الاستهلاكية هذا العام بنسبة 3% عبر تصور بزيادتها العام المقبل إلى نسبة 10%، وحينها لن تعد البيئة الاقتصادية فى حالة انكماش. ولافتا إلى أن نسبة فرص العمل للباحثين عن وظيفة بلغت أعلى مستوى فى عامين، للمرة الأولى منذ 15 عاما، كما ارتفع مستوى الدخل".
وفى رده على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ قابلة للتطبيق وعما إذا كانت دولته ستوافق على تحرير التجارة الزراعية التى تطالب بها الولايات المتحدة، قال آبى إن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ تهدف إلى إنشاء منطقة اقتصادية فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهى مركز النمو على مستوى العالم.
وأضاف "اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ بمثابة محاولة لبناء قواعد نزيهة وحرة فى منطقة واسعة جدا، ليس فقط فيما يتعلق بالرسوم الجمركية ولكن فيما يتعلق أيضا بالشركات المملوكة للدولة والملكية الفكرية، ونود أن تقود اليابان والولايات المتحدة هذا الجهد. أما بالنسبة لقطاع الزراعة -كما قلت سابقا أنه ولأول مرة منذ 40 عاما بل فى الواقع لأول مرة فى 60 عاما- سيتم طرح إصلاح جذرى معا للتعاونيات الزراعية فى اليابان. ونود أن تزدهر القدرة التنافسية للزراعة اليابانية. ومن خلال التعاون مع شراكات اقتصادية مثل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، يمكن أن تخترق الزراعة اليابانية منطقة اقتصادية واسعة".
وتابع آبى بالقول "أعتقد أن تم الوصول إلى المرحلة النهائية فى اتفاقية الشراكة. وقد أصدرت تعليمات لوزير الدولة للشؤون السياسة الاقتصادية والمالية أكيرا امارى بأن المفاوضات يجب أن تحرز تقدما حتى يمكن التوصل إلى نتيجة. وأعتقد أن الشيء المهم لكل من اليابان والولايات المتحدة هو اظهار المرونة".
وتابعت مراسلة "واشنطن بوست" مناقشة قضية اتفاقية الشراكة مع آبى وسألته هل تشعر بوجود مزيد من الأمل بشأن هذه الاتفاقية الآن بعدما سيطر الجمهوريون على مجلسى النواب والشيوخ، حيث أنه كان معروفا أن زعيم الديمقراطين فى مجلس الشيوخ، هارى ريد، معارض لهذه الاتفاقية، أجاب آبى " أنا لا أعرف تفاصيل عن الوضع السياسى الداخلى فى الولايات المتحدة. ولكن إدارة أوباما لديها تصميم للتوصل لنتيجة فى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ بقوة. وفى هذا الصدد، أفترض أنه سيتم اكتساب تعاون من الكونجرس وأنهم سيعملون معا".
وبسؤال مراسلة "واشنطن بوست" لرئيس وزراء اليابان عن الأنباء التى تدور حول أنه سيلتقى مع الرئيس الصينى شى جين بينغ فى اجتماع التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ /ابيك/ وما الذى سيناقشه معه حال تم هذا الاجتماع. أكد أن العلاقات الصينية- اليابانية واحدة من أهم العلاقات الثنائية، قائلا "بقدر ما نشعر بالقلق إزاء اقتصادنا، فإن علاقتنا مع الصين لا يمكن أن تنفصل، لأننا دول مجاورة، هناك العديد من المشاكل ولكن ينبغى إجراء حوار مع بعضنا البعض بدون فرض أى شروط مسبقة. لذلك سيكون من الرائع عقد اجتماع القمة بمناسبة قمة ابيك المزمع عقدها فى بكين. وإذا تم لقاء القمة، فإن الرسالة التى أود أن أنقلها هى الدعوة إلى البدء فى آلية التواصل البحرية، والتى ستكون قناة اتصال لمنع أى اشتباكات غير مقصودة".
وعندما سألته عن الجزر المتنازع عليها بين الدولتين، شدد آبى على أن جزر سينكاكو جزء لا يتجزأ من الأراضى اليابانية وفقا للقانون الدولى وكذلك فى سياق تاريخ اليابان، وأن اليابان تسيطر حاليا على تلك الجزر، وستواصل القيام بذلك فى المستقبل، موضحا أن البلدين يربطهما تبادل المنافع الاقتصادية وأن الشركات اليابانية توفر 10 ملايين وظيفة فى الصين.
وعند سؤال آبى عن دعوته إلى إعادة تفسير المادة التاسعة فى الدستور اليابانى لتعزيز قوات الدفاع الذاتى اليابانية وعن رؤيته حيال هذا الامر، أجاب بالقول "نحن على استعداد للمساهمة فى تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار فى العالم ونلتزم بالدفاع عن حياة الناس فى اليابان. فى أول شهر يوليو الماضي، قرر مجلس الوزراء تغيير تفسير المادة 9 من الدستور. ويعنى تغيير التفسير أنه من الممكن، الآن، ممارسة حق الدفاع الجماعى عن النفس. نتيجة لهذا، أعتقد أن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة سيكون أقوى. وأنا على ثقة تامة أنه نتيجة لذلك، فإن السلام والاستقرار فى المنطقة، وكذلك فى اليابان، سيكون أقوى. وتظهر الحكومة الأمريكية دعما نشطا لتصورنا".
وحول تقييم آبى لمدى استطاعته الاعتماد على الولايات المتحدة بشأن الجزر المتنازع عليها مع الصين، قال إن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة يعد بمثابة حجر الزاوية الذى يحكم دبلوماسية اليابان والعلاقات الخارجية. وفى ظل زيادة صعوبة الوضع الأمنى فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يعد وجود الولايات المتحدة ذات أهمية حاسمة.
وأضاف أن أوباما زار اليابان فى أبريل الماضي، وأنه (آبي) يعتقد أن أوباما أول رئيس أمريكى يصرح بأن المادة الخامسة من جزر سينكاكو تقع ضمن معاهدة الأمن المتبادل، موضحا أنه يعتقد أن بيان أوباما مهم جدا، وأنه يثق ثقة كبيرة جدا فى الرئيس قائد الحليف الأكثر أهمية لليابان، الذى تأكدت اليابان عندما قام بزيارتها من أن تحالفنا يلعب دورا رائدا فى ضمان سلمى ومزدهر لآسيا والمحيط الهادئ.
رئيس وزراء اليابان:سنخرج اقتصادنا من الانكماش..وسينكاكو جزء من أراضينا
السبت، 08 نوفمبر 2014 02:59 م
رئيس وزراء اليابان شينزو آبى
واشنطن (أ ش أ)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة