تمتلك النجمة نادية لطفى، مدرسة خاصة فى الأداء التمثيلى، الذى لا يقف عند حاجز الانفعال مع المشهد السينمائى، بل يمتد للتعبير عنه بالصمت والدمعة والابتسامة ونظرات العيون، ومن المشاهد السينمائية التى برعت النجمة فى تقديمها بحس عاطفى واعتمدت فيها على التعبير بقسمات وجهها ونظرات عينها، مشاهدها بفيلم «المومياء» تأليف وإخراج شادى عبدالسلام، والذى تم إنتاجه عام 1975، حيث ظهرت فى مشهد من الفيلم عندما نادى لها «ونيس» جسده أحمد مرعى، قائلا: «تعالى يا زينة البنات لا تخافى» فجاءت تخطو نحوه على استحياء رهيب، ودنت منه، ثم نظرت إليه، نظرة عميقة وهى صامتة وانصرفت، وكذلك فى المشهد الذى جمعها بالعندليب عبدالحليم حافظ فى فيلمهما الشهير «الخطايا» تأليف محمد مصطفى سامى، إخراج حسن الإمام، وهو يغنى لها «قولى حاجة»، وهى تقف بجواره هامسة بملامحها صامتة بلسانها، وتتجاوب بإحساسها مع كلمات الأغنية خصوصا فى الكوبليه الذى يقول: لو فى قلبك شكوى منى اشكى منى لوم عليا.. وإن لقيت الحق عندى أدهولك من عنيا، وأنت قلبى وانت أملى قولى مالك ساكت ليه.. قول يا قلبى قول يا أملى قول مخبى علىّ ليه».
وتمردت نادية لطفى على الشخصيات النمطية فى حياتها السينمائية بتقديمها رائعة «قصر الشوق» لنجيب محفوظ وإخراج حسن الإمام، وتجسيدها لشخصية «زنوبة»، ولا ينسى الجمهور مشهدها وهى تجلس على «تشت الغسيل» والنجم عبدالمنعم إبراهيم يخرط لها «الملوخية» ويطّبل لها بأصابعه على «الطبلية» وهى تغنى وترقص وتتمايل بخفة ودلع: «بس قولوا لأمى.. طب وأنا مالى.. طيب يا غزالى»، وظهرت أيضا شخصيتها المتمردة فى الشكل والمظهر والسلوك بالمشاهد التى جمعت بينها وبين النجم محمود مرسى فى فيلم «السمان والخريف» قصة أديب نوبل نجيب محفوظ، إخراج حسام الدين مصطفى، حيث جسدت شخصية فتاة الليل «زيزى» التى تقع فى غرام محمود مرسى.
ويعد فيلم «الناصر صلاح الدين» بطولة أحمد مظهر، تأليف يوسف السباعى وعبدالرحمن الشرقاوى، إخراج يوسف شاهين، من أهم الأفلام التى قدمتها النجمة نادية لطفى ولعبت خلاله شخصية «لويزا» الصليبية، وكذلك فيلمها الشهير «النظارة السوداء» للأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، إخراج حسام الدين مصطفى، بتجسيدها شخصية «مادى» الفتاة الارستقراطية وتعيش بلا هدف فى الحياة وملقبة بـ«صاحبة النظارة السوداء».
فى فيلم «المستحيل» إخراج حسين كمال، ناقشت نادية لطفى مشكلة اجتماعية نفسية، بتجسيدها شخصية «نانى» الفتاة الرقيقة، التى تنشأ بينها وبين جارها كمال الشناوى علاقة حب رغم زواجها من زوج شقيقتها، والذى كان خارجاً عن إرادتها، وزواجه هو الآخر بأخرى، تعيش «نانى» حالة نفسية عصيبة، وكذلك كمال الشناوى، بسبب واقعهما يحاولان أن يتغلبا على كل هذا إلا أنهما يصدمان بالمستحيل، ويعد هذا العمل السينمائى من أهم الأفلام التى أبرزت التأثير النفسى والعصبى فى حياة الأزواج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة