عرفناك صاحب قلم.. كنت، ونتمى أن تعود كاتبا للرأى والرأى الآخر.. لا قائمًا بدور مفكر وكاتب اتجاه بعنيه، مع أن الكتابة لصالح تيار، أو حتى أيديولوجية، أو فصيل، أو أى اتجاه ليست عيبًا. لكن أن تعطينا يوميًا درسًا كمواطنين فيما فعله الزمن والأنظمة فى من يحرقون البلد، وأن يظل صبر قلمك ويبكى ضحاياهم، ويقطر ألما كلما اشتد بأس الشعب فى مواجهة جماعة.. أنت.. أسف حضرتك تعرف قبل غيرك أن الوطن بالنسبة لهم هو الجماعة.. اعذرنى يا عمنا.. أو حاول تفسير ما تقوله القيادات صوتا وصورة من أول «طظ فى مصر».. إلى قتل كل من ليس معهم.. وأرجوك وأتوسل إليك إذا كنت لا أفهم أن تعيد ضبط مفاهيمى.. فهل لا تعلم أن الأوطان المحددة لا تعنى لهم شيئًا؟!
عمنا هويدى.. ألم تقرأ فى 2005 نفاقهم لمبارك؟!
عم هويدى ألم تعاصر مظاهرة واحدة على سلم نقابتنا قبل 2010.. لترى أن هتاف يسقط .. يسقط حسنى مبارك كان كفيلا بترك المظاهرة والمقولة المأثورة: ما اتفقناش على كده؟!
يا عمنا هل نسيت حوارات للمرشد فى الزميلة «المصرى اليوم» عن الشاب «جمال مبارك» وأن حقه أن يحكم بس قال إيه فى انتخابات شفافة؟!
يا عمنا ألم يصل لسمعك فى نفس الحوار ثمنيات السيد المرشد للرئيس مبارك بدوام الصحة وأن يعافيه الله ويخليه ليهم؟!
يا عمنا وأنت ممن يعلمون أن ببواطن الأمور.. ألم تعرف أنه كان هناك تقسيم للكراسى بالاتفاق مع نظام مبارك.. ولا هاتقول دى سياسة؟!
يا عمنا كان الهتاف الوحيد الذى يحضروه هوه «يا حرية فينك فينك الداخلية بينا.. وبيناك»؟!
بكل أسف لا يمكن أن ألوم من كنت أرى فيه القامة والهامة.
لكن الحق أولى أن يتبع سيدى، أسألك.. لماذا لم تخرج من حروف يكتبها قلمك كلمة «الله يرحم شهداء الجيش.. بلاها شرطة يا عمنا»؟!
والله لو كنت ترى أن القتلة ليسوا هؤلاء فعليك للتاريخ ولتاريخك أنت قبل الكل أن تفصح وتؤكد أن لديك الأدلة.. لأن عدم إحساسك بدماء الأطفال والجنود والشباب والسيدات وإرهاب الشابات.. يعنى أنك تتبارك.. أو كما قلت تشير إلى أن هؤلاء ليسوا القتلة؟!
يا عمنا أنا لا أمثل أى تيار.. لكن باعتبارى مواطنا، يتابع كتاباتك، أراك تحب أعداء هذا البلد حبًا غريبًا، فأنت أبدًا لم تتحدث عن أعمال سيدنا أردوغان، ولا دماء شعبه فى الميادين؟ ولا كمان دول زينا كده يا تحكموهم يا تموتوهم.
يا عمنا.. ولا كلمة إشفاق على قطع الرقاب.. ولا تصوير هذا القتل الفظيع والرجم على الهواء.. ليه يا عمنا؟!
يا عم هويدى.. لماذا لا ترى إلا فض رابعة والنهضة؟!
يا عم هويدى.. أخشى أنك تكتب غير ما تعرف.. بمعنى أنه دائما وفى كل حى فى مصر، وبعيدًا عن العبارات الرنانة، هناك إدانة كاملة للفصيل الذى تنحاز إليه.. فأنت تعرف السيطرة على التجارة.. والنسب.. لدرجة أن الراجل اللى اسمه حسن البرنس ده، الله لا يعيد أيامه.. ومعه آخر لن أذكره قالا على الهواء: «الإخوانى لا يتزوج إلا إخوانية» وحضرة اليوتيوب موجود؟!
يا عمنا اعتقد ما شئت، واكتب لمن شئت، لكن لا تسلط علينا قلمك سلاحًا بتارًا يرعبنا فيما لو حاول أحد أن يقف ضد ظلمة الحياة التى كانوا يعدونها لهذا البلد العظيم الذى لم يسقطه لا هكسوس، ولا تتار، ولا حتى الصهيونية العالمية التى ترى الفصائل أن التعارف معها ضد الأغلبية المصرية حلال بلالا.
يا عمنا لا تمارس علينا ثقافة ضغط الأقلية، لأننا الأغلبية.. وللمرة الألف أقولها لك، ألا تعرف أن جماعتك كانت مستعدة للدخول فى أحلاف مع أى حد.. ولا نسيت حكاية صديقى نيتنياهو.. وتمنيات الرغد والحياة الكريمة لحبابيهم الإسرائيليين!
عمنا وحق الله لا تقل لى أن مبارك، أو حتى قراقوش كان يفعل؟، ببساطة لأننا عشنا مع شباب عظيم حلم يناير الذى تم القفز عليه.. وأنت تعرف، وإن كان هناك غير ذلك فلتخرج لتقول نرجوك، ولا يمكن أن نوافقك على ضرورة رحمة من لا يرحم الأطفال والنساء ويحرج وجه مصر المشرق، اللى هو لا الدولة.. ولا الرئيس.. ولا أى رئيس؟!
سامحنى يا عمنا تحدثنا كثيرًا عن الرأى والرأى الآخر.. فهل أحباؤك كانوا كذلك؟!، أستحلفك بالله أن تقولى هل ترضى أن يحكمك من يقبل يد رئيس أو مرشد أو يقول السمع والطاعة يا مولانا.. طيب إيه فكرة التغيير يعنى.
سامحنى يا عم هويدى.. لكن للكبار مواقف.. وعلى رأى أهل كرة القدم الحقيقية فإن «اللعب النظيف».. هو غاية الأصل، لا أن تصل للفوز بالتحالف مع الشياطين.. خاصة إذا كان الهدف هو الحكم! أخيرًا.. أرجوك إن كنت تعرف شيئا لا نعرفه قل لنا، وأظهر الحقائق، أما اللعب على وتر ذبحوهم، قتلوهم.. وأن تغض عين قلمك عن قتل المصريين فهذا ما يدفعنا إلى أن نقول كورة أونطة عايزين نروح؟!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة