محمد على سليمان يكتب: بنت أختى فى مصيدة عربة الستات

السبت، 08 نوفمبر 2014 10:04 م
محمد على سليمان يكتب: بنت أختى فى مصيدة عربة الستات مترو الأنفاق - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تعيش طيلة حياتك فى إحدى بلاد النفط حيث يعيش كل فرد فى كم مربع بمفردة، ثم فجاءة وبدون مقدمات تأتى إلى مصر لتدخل الجامعة فتفاجأ بأن كل واحد له 20 سم بالكاد يعيش فيهم، هذا ما حدث مع ابنة أختى بعد وصولها إلى القاهرة، فهذا شعورها الأول الزحمة، لدرجة أنها وهى تنهى بعض الأوراق الرسمية كان تعليقها: "هم الـ90 مليون بيتحركوا مع بعض فى كل حته أنا حاسه إن الـ90 مليون معى فى كل مكان".

المهم يجب أن تعتاد على ذلك، وخاصة أنه سوف تركب المترو للوصول إلى الجامعة، وسوف تستقله فى أشد لحظاته ذروة، سواء صباحا أو مساء حيث طلاب المدارس والموظفين وطلاب الجامعات يستقلونه فى هذا الوقت ذهابا وإيابا، المهم وفى المترو بعيدا عن المضايقات قررت أن تركب عربة السيدات فى المترو، ولأنها تركبه من أول محطة فهى تجد فيه مكانا للجلوس ممسكة بمسطرة تدل على انتسابها إلى كلية الهندسة.

وعربة السيدات بالنسبة لى كانت عالما مجهولا، حتى كشفته لى بنت أختى أولا تعليقها على العربة أن السيدات تعتبرها حمام بنات فى مدرسة، فهذه ممسكة بمرايتها تعدل فيه شعرها، والأخرى ممسكة بصباع روج لتكمل مكياجها حيث نزلت مسرعة ولم تكمله، والأخرى تمسك طرحتها وتحاول أن تشبكها بدبوس بعد أن فقدت معظم الدبابيس وهى تحاول الدخول إلى المترو، والأخرى مخرجة حفاضة من شنطتها وبودرة للأطفال لأنها سوف تقوم بتغيير الحفاضة لابنها.

المهم نعود لابنة أختى والسيدة المسنة الجالسة بجوارها، فأنت فى هذه العربية بلا خصوصية، السيدة المسنة "ما شاء الله أنت فى كلية الهندسة"، بنت أختى مجيبة "أيوة يا حاجة"، السيدة "ربنا يوفقك ويا ترى أنت فى جامعة عين شمس ولا القاهرة"، بنت أختى مجيبة "لا فى القاهرة يا حاجة"، السيدة المسنة فى حزن "وما دخلتيش عين شمس ليه القاهرة فيها مظاهرات جامدة"، فتتدخل أخرى "أكيد مجموعها مجابش عين شمس، أنا بنت أخويا راحت تجارة حلوان وماعرفناش نحول"، فترد أخرى "لا ده تقريبا بيقى حسب السكن يعنى سكان الجيزة الأولوية جامعة القاهرة وسكان القاهرة الأولوية جامعة عين شمس، بس يا ترى أنت ناوية تدخلى قسم إيه؟".

فترد أخرى قبل بنت أختى "أكيد مدنى علشان تبنى عماير وتحل أزمة السكن"، وترد أخرى "لا مدنى إيه وتقف فى وسط العمال وتطلع سقالات لا يا أختى خليها تدخل ديكور"، فترد الأولى صاحبة اقتراح مدنى "ما حتى لو دخلت ديكور فهى هاتقف مع عمال بردة النقاشين وبتوع الكهرباء وغيره"، بنت أختى متفاجئة بطريقة الحوار والتدخل الغريب فى أدق خصوصياتها ولكنها مستمتعة بطريقة الحوار حيث السيدات يسألونها وآخرين يردون بالنيابة عنها.

فترد أخرى "وهى إيه اللى مدخلها هندسة، ما كانت دخلت كلية من بتوع أربعة واقلب تجارة أو آداب أو حقوق يعنى هى البنت هاتخد إيه من التعليم ماهى هاتتجوز وتقعد فى البيت"، فترد أخرى "جواز إيه بلا نيله هو بقى فى شباب معاهم فلوس يتجوزوا، البنات بقت توصل 30 سنة ولسه ما اتجوزتش، زمان كانت الواحدة لو وصلت 18 سنة وماتجوزتش تبقى عانس".

"لا أنت صح يا باشمهندسة اتعلمى، ولو جات لك فرصة تشتغلى اشتغلى بس أنت ناويه تشتغلى هنا ولا برة"، وقبل أن ترد بنت أختى ترد سيدة أخرى وهى ممسكة بـ"بزازة" ترضع ابنها، "لا طبعا تشتغل برة المهندسين مطلوبين برة أنا جوزى فى الخليج وبيقول إن المهندسين مرتباتهم عالية، لكن أهلها يمكن مايرضوش"، وترد أخرى قبل أن ترد بنت أختى، "ومايرضوش ليه ما هى تسافر تشوف مستقبلها ويمكن ربنا يكرمها بجوز مهندس وتسافر معاه، إلا صحيح أنت ناوية تتجوزى مهندس ولا دكتور"، وترد بنت أختى "أنا ناوية انزل علشان محطتى جات سلام عليكم".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة