المستشارة تهانى الجبالى: الفلول من يصفون 25 يناير بالمؤامرة وهم بوابة الإخوان لدخول البرلمان..تنظيم الجماعة لم يمت وجاهز للتحالف مع الفلول.. وانتخابات الرئاسة 2012 شهدت ابتزازا علنيا من الجماعة ومرسى

الأحد، 09 نوفمبر 2014 09:00 ص
المستشارة تهانى الجبالى: الفلول من يصفون 25 يناير بالمؤامرة وهم بوابة الإخوان لدخول البرلمان..تنظيم الجماعة لم يمت وجاهز للتحالف مع الفلول.. وانتخابات الرئاسة 2012 شهدت ابتزازا علنيا من الجماعة ومرسى جانب من الحوار
حوار: هانى عثمان- تصوير: حسن محمد " نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالبت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق ورئيس حركة الدفاع عن الجمهورية، بضرورة بسط سيطرة دولة القانون على الجميع ودعم الدولة فى مواجهة الإرهاب، مؤكدة أن كل التنظيمات المسلحة خرجت من «بطن» جماعة الإخوان.

فى حوارها لـ«اليوم السابع» تحدثت الجبالى فى الكثير من الملفات الشائكة على الساحة السياسية منها الهجوم الذى تتعرض له ثورة 25 يناير.

كيف ترين المشهد الحالى فى مصر؟

- يجب أن نصف الحالة فى مصر توصيفا دقيقا، هناك خطورة لعدم وضوح الرؤية وعند الاتفاق على توصيف ما يحدث الآن، فنستطيع القول إن المنطقة العربية ومصر فى القلب منها تتعرض لهجمة استعمارية جديدة من خلال ممارسة كل آليات الجيل الرابع للحروب، فى مخطط معلن من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى واللاعبين الإقليميين الكبار وهى إيران وتركيا، وبآليات متعددة والهدف تنفيذ مخطط واضح جدا لتقسيم المنطقة وهو قيد التنفيذ منذ غزو العراق، وفى مصر تم كسر هذا المشروع عندما خرج الشعب وأنهى وجود تنظيم الإخوان فى الحكم.

تهانى الجبالى

هل تنظيم الإخوان يعمل على تنفيذ هذا المشروع تحديدا أم أن له مشروعه الخاص فى المنطقة؟

- الإخوان اعتمدوا فكرة السماح للتنظيم بأن يكون إداة المشروع من خلال المشروع الفكرى للجماعة الذى يحمل فى طياته فكرة الخروج عن الدولة الوطنية والقومية، لأنه لا يعترف بهما ولكنه يعترف بالأممية الإسلامية ويتحدث عن أمة إسلامية باعتبار أنها مرادف للأمة السياسية.

هل مصر فى حالة حرب حقيقية؟

- مصر فى مرحلة مقاومة لمشروع يساوى حالة حرب، آليات الجيل الرابع للحروب هى التنظيمات المسلحة لأن ما يحدث ليس إرهاب أفراد بل تنظيمات مدربة على السلاح المتقدم وممولة، وتمول أيضا بالمعلومات من أجهزة مخابرات 13 دولة تخدم على هذا المشروع كالاتحاد الأوروبى وباكستان وتركيا وإيران وقطر، ومصر استطاعت أن توقف المشروع وتضع عقبة أمامه عندما خرج الشعب فى 30 يونيو.

هل يمكن القول إن جماعة الإخوان فى مصر انتهت سياسيا بثورة 30 يونيو؟

- لم تنته، هى أخرجت من الحكم وبالتالى فإن التنظيم نفسه لا يزال موجوداً بدليل أنه يجتمع فى تركيا وبروكسل، فهو حى بآلياته وأفرعه موجودة فى كل أنحاء العالم تمارس محاولة جدية، وهناك التنظيمات المسلحة التى خرجت من بطن الجماعة، لأنها جميعا أتت من مخطط خبيث جدا يستخدم الدين الإسلامى العظيم من أجل أن ينتهك حرمته.

إذا كنا نخوض حربا ضد الإرهاب..فهل هناك إجراءات أكثر صرامة لمواجهته؟!

ليس تشديد الإجراءات بل إعمال القانون، فعندما فرض قانون الطوارئ فى سيناء، فرض بعد عام ونصف العام تقريبا من مواجهة الإرهاب المسلح، لذا أعتقد أنه تأخر لأنه مع الطلقة الأولى التى يطلقها أى من كان على دولة لإسقاطها، فهذه حالة مثالية لفرض الطوارئ فى أى بلد فى العالم، فإذا كنا تأخرنا فى ذلك فلا حديث عن إجراءات صارمة، أعتقد أن كثيرا من الإجراءات المسترخاة هى التى أدت لاستفحال هؤلاء.

هل نحن فى حاجة لتفعيل القوانين الحالية أم لإصدار قوانين جديدة؟

- الجريمة الإرهابية ليست عادية لأنها ترتكب من خلال أفراد وتنظيمات وتتدخل فيها دول وتُستخدم الآن ضمن الجيل الرابع للحروب، وجميع دول العالم حين واجهت هذه الجريمة وضعت لها تنظيما تشريعيا مكتملا، إجراءات ومحاكمة وعقوبات، لأن أيضا ضمن ما يمكن أن تحققه الدول فى مواجهة الإرهاب، الضربات الاستباقية التى لا تسمح بوقوع الجريمة فى حد ذاتها، أيضا يجب معرفة أن هذه التنظيمات لها توصيف وفقا لقواعد الأمم المتحدة وإذا كنا نحن كدولة نحمى أنفسنا بقواعد دولة القانون، فلابد أن يصدر هذا كله فى تشريع مجتمع، لا يمكن أن يكون بديلا عنه أننا نضع جزءا فى قانون العقوبات وجزءا فى قانون المحاكمات الإجرائية وجزءا آخر فى أى قانون آخر.

هناك دعم شعبى للقيادة السياسية فى مواجهة الإرهاب.. هل هناك دعم للسلطة الحالية من قبل الأحزاب والقوى السياسية حاليا؟

- أعتقد أن هناك ضبابية فى الوعى العام الجمعى فى الحالة السياسية المصرية فى بعض الأحيان بطبيعة المواجهة التى تحدث، وجزء منها ممكن أن ينطبق عليه ما يمكن أن ينطبق على الطابور الخامس الذى يُخلق دائما من الدول المعادية فى كل مرحلة تاريخية للتخديم على مشروعه، ويؤسفنى أن أقول إن ما يسمونه هم فى الجيل الرابع من الحروب بالعملاء المحليين قائم فى بلادنا على قدم وساق.

هل الأحزاب والقوى السياسية تقوم بالدور المطلوب منها خلال الفترة الحالية؟

- هناك ضعف شديد جدا فى الحالة السياسية والحزبية فى مصر نتيجة أن هذه الأحزاب بعضها له تجربة تاريخية فهو يحيا فى الماضى أكثر من الحاضر مثل الوفد والناصرى والتجمع، فهذه أحزاب تاريخية لديها تجربة نضالية وطنية، إلا أنها عجزت عن أن تحوز قدرة الإبداع على ضوء اللحظة التى نحياها فلم تقدم مشروعا وطنيا مكتملا ولم تقدم وثيقة فكرية للشعب المصرى، ولا مشروعا ثقافيا مكتملا، فالشعب قام بثورتين سلميتين أزاح بهما نظامين كل منهما أسوأ من الآخر، وإذا كان الشعب فعل ذلك فعلى النخبة أن تقدم عطاءها التاريخى، لذا أعتقد أن النخبة تاهت منها معالم الدور، ولم تبدع بقدر المرحلة ولم تقدم إسهاما حقيقيا حتى الآن.

معروف عنك انتماؤك أيديولوجيا للناصرية.. فمن يعبرعنها الآن فى مصر؟

- من يمثل الناصرية هو الشعب المصرى، لأن عبدالناصر لم يكن ناصريا، بالتالى يجب أن نقرأ الناصرية على أنها مشروع وطنى وقومى، ففى بعض الأحيان أرى ناصريين خارج السياق الذى كان عبدالناصر يمشى فيه.

ما ردك على من يصف ثورة 25 يناير بالمؤامرة.. ومن المستفيد من الهجوم على الثورة؟

- من يدعى ذلك فهو يقرأها بعينيه الذاتية لأنه غير قادر على فهم أن الشعوب عندما تخرج فهى لا تهزل، الشعب خرج لأنه كان عنده حالة ثورية عمرها 5 سنوات، عمق الصراع الاجتماعى والاقتصادى فى المجتمع المصرى وتأثير تركيز الثروة والسلطة فى يد أقلية على حساب أغلبية، وإنهاك قدرة الطبقة الوسطى والطبقات الفقيرة كان يمهد لثورة اجتماعية من الشعب المصرى واضحة المعالم، أضف لهذا العبء عبء مشروع التوريث الذى كان كابوساً للشعب المصرى، ولم يجد سبيلا للخروج منه ومن مأزقه، ثم كانت الطامة الكبرى عندما تصور البعض أنهم يديرون الوطن باعتباره شركة، فأمم الوطن فى انتخاباته البرلمانية الأخيرة هذا المشهد فى حد ذاته يؤكد أن مصر كانت حبلى فى حالة ثورية، تم استغلالها بعد 11 فبراير.

تهانى الجبالى

أى أن الإخوان استغلوا الثورة؟

- طبعا.. وهذا ما تم بآليات، لأن الشعب فقد القيادة فى حين أن هناك تنظيما أطلق له السراح منذ صفقة الرئيس السادات مع عمر التلمسانى، فمن كان أكثر جاهزية لالتقاط الصورة كان التنظيم الإخوانى، وكانت الدولة المصرية فى خطر وبعبقرية الشعب اكتشف هذا وخرج باحتشاده التاريخى ولم يقده أحد بعدما كان قائدا ومعلما فى 30 يونيو.

هل نجح «فلول» النظام الأسبق بالفعل فى العودة للمشهد السياسى؟

- لا طبعا هم يهددون حتى الآن، فالصراع الاجتماعى والاقتصادى ما زال قائما، الرأسمالية المتوحشة لا تزال مستأسدة ولا تزال قوى المصالح تحاول أن تتحد لحماية مصالحها، من خلال وجودها فى المشهد السياسى، أيضا لا ننسى أن تنظيم الإخوان لديه مشروع اقتصادى وموجود على الأرض بقوة، وهو يضع يده فى يد فلول مبارك، باعتبار المصالح الاقتصادية، وسنكتشف أن هناك إمكانية للتحالف بينهما مرة أخرى لإعادة ثنائية نظام مبارك.

إذن ترين أن «فلول» النظام الأسبق سيكونون بمثابة «بوابة» لدخول «الإخوان» البرلمان القادم؟

- ممكن جدا، وسيكون برعاية أمريكية من خلال الطابور الخامس الأمريكى.

ماذا عن تهديدات «الإخوان» لك.. هل كانت من قيادات الصف الأول أم أنها من عناصر مجهولة؟

- التهديدات وصلت لمرحلة الهجوم على بيتى الساعة الرابعة صباحا، وتهديدات بالقتل وكان تليفونى يتلقى التهديدات يومياً، ولا أريد الحديث عن أسماء، لكن بعد خروجى من المحكمة الدستورية عُرض عليا أى منصب فى الدولة المصرية فى الداخل والخارج، مقابل صمتى وهذا من رأس الدولة نفسه وقتها محمد مرسى.

هل حدث تزوير فى الانتخابات الرئاسية عام 2012؟

- يكفى أن نقرأ تقرير اللجنة وهى تعلن النتيجة، أنا شخصيا بضمير القاضى كنت أرى أن إعلان النتيجة فى ظل وجود ثلاث جرائم فى نفس التقرير، يتم التحقيق فيها أمام جهات خمس هو فى حد ذاته إهانة لإرادة الشعب، فكرة أن هناك نتيجة انتخابات مطعون فيها أمام 5 جهات رسمية للتحقيق، فى تزوير تم فى المطابع الأميرية، وواقعة استيراد الحبر السرى ومنع الأقباط فى بعض قرى ونجوع الصعيد من الإدلاء بأصواتهم.

هل هناك تضييق على شباب الثورة خلال الفترة الحالية كما يرى البعض؟

- ليس تضييقا بقدر ما يمكن أن يكون التباس الرؤية لدى شباب الثورة، لأن شباب ثورة يناير هم شباب ثورة 30 يونيو والشعب المصرى لم يتغير، لأن من كانوا فى الشارع أغلبهم كان من جيل الشباب لأنهم خرجوا يحلمون بوطن مختلف وعادل ومستقبل أفضل، ومن يشكك فى شباب مصر يضيع المستقبل.

لماذا يحاول البعض الفصل بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى رأيك؟

- المسألة فى غاية الخطورة فنحن فى حاجة لحوار جدى مع شباب مصر كى نزيل بعض الفجوات المفتعلة التى يسعى لها بعض أعداء مصر وبعض أعداء هذه الثورة، من أجل ألا تكتمل.

هل ترى أن النشطاء المحبسوين داخل السجون لم يحترموا القانون؟

- لابد أن يكون القانون حاضرا فى كل الأماكن وعلى رؤوسنا جميعا فإذا آمنا أن هناك واحدا فينا على رأسه ريشة فلن يطبق القانون، ويجب أن نحترم دولة القانون وأتمنى أن يخرجوا فى أقرب وقت، ولكن لابد من احترام دولة القانون لأن هناك فرقا بين دولة القانون ودولة الفوضى وعلينا أن نختار.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة