الباشا مجاهد أحيانا وناشط أحيانا أخرى شغال فى كله، تجارة شعارات إسلامية ماشى، توريد عيال ضريبة للمظاهرات بفلوس ماشى، تصنيع متفجرات وتوصيلها لمنازل الإرهابيين ماشى، بيت دعارة «نص لبه» على ما قسم برضه ماشى، وأهى كلها مصالح والدنيا مصالح يا أبوصالح قوم شوف مصلحتك.
الباشا المجاهد والناشط والبلاى بوى أحسن واحد يردد مثل البغبغاء قال الله وقال الرسول ويختصر الدنيا كلها فى قطع الأيدى والأرجل ورجم الزانى والزانية ونقاب النسوان، لكنه يمكن أن يبرر كل شىء وأى شىء مادام الموضوع فيه مصلحة والفلوس حاضرة، معمل متفجرات فى شقة دعارة يا مولانا، يرد عليك ببجاحة، أنت جاهل، هذا بيت الثورة والجهاد، أما المعمل فيديره مقاتلون ومجاهدون شرفاء يستهدفون حكم الطاغوت ويردون الانقلابيين، وأما الدعارة فهى خدعة والحرب خدعة ونحن فى حالة حرب.
خرست وخسئت يا جهول يا ابن الجهلاء، كيف تجرؤ على التعريض بأقوال الرسول الكريم فى غير موضعها، لكننا فى زمن العجائب، زمن أصبحت فيه الدعارة جهاد نكاح وقتل الأبرياء مجاهدة فى سبيل الله، وزرع القنابل فى الشوارع والحدائق وأمام المدارس مهاما مقدسة لمن يرون فى أنفسهم طلائع إحياء الخلافة الإسلامية والإسلام برىء منهم ومن آبائهم.
أعرف إن تجار الدين عبارة عن كتلة من الرياء والكذب والانتهازية، لكن لم أتصور أبدا ولم يصل خيالى إلى أن يمتهن التكفيريون القوادة ويتاجرون فى الزنا، ليداروا عمليات تصنيع المتفجرات، فعلًا تفكير شيطانى، لا والله، الشيطان يستحق الاعتذار، فلم يصل به الحال أبدا إلى هذا المستوى المرضى فى التخطيط والتحريض على الشر، وفى القدرة على إيجاد الذرائع والتبريرات لما يوسوس به.
الشيطان، يعلن على الأقل أنه شرير ويسعى أن يبتعد بالصالحين عن الطريق القويم، لكن ما يرتكبه هؤلاء المشوهون المعقدون المرضى تجاوز كل حدود البشاعة، إنهم يفسدون الفطرة الإنسانية ويصطنعون لأنفسهم منظومة شاذة من القيم التى لا تعترف إلا بما يريدون ويخططون من هدم وتدمير وقتل وموبقات. كائنات انحطت بأنفسها إلى مرتبة الحيوانات المصابة بالأوبئة القاتلة، لا ينفع معها علاج ولا تجدى معها الحكمة والموعظة الحسنة، إن هى إلا ضباع مسعورة لا يردعها إلا الرصاص.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة