أستاذ طب نفسى: المصريون غير سعداء لأنهم يعيشون حياة أقل من التوقعات

الإثنين، 01 ديسمبر 2014 07:03 م
أستاذ طب نفسى: المصريون غير سعداء لأنهم يعيشون حياة أقل من التوقعات محمد المهدى أستاذ الطب النفسى
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيدا عن أروقة السياسيين وأحكام القضاة وتحليلات الإعلاميين، يجلس هو ومن معه فى ركنٍ بعيد يرى ما يجرى بشكل مختلف؛ دائما ما يكون للأطباء النفسيين تحليل مختلف لكل حدث كبير كان أو صغير يجرى على الساحة، أو ظاهرة ما تسيطر على المجتمع ليكون هو أول من يطلق صافرة الإنذار إذا كان خطر قد اقترب.. محمد المهدى - أستاذ الطب النفسى - أحد هؤلاء الذين لهم باع طويل فى هذا المجال، واستطاع على مدار فترات طويلة تقديم تحليلات لشخصية المصريين، ورصد التغييرات التى طرأت عليها، وكان من بين هذه التحليلات التى جمعها فى أحد كتب حمل اسم "الشخصية المصرية"، والذى قدم من خلاله تحليلا نفسيا واجتماعيا للقطات حية من الحياة اليومية للمصريين، فى هذا الحوار يحدثنا المهدى عن تحليله للأوضاع الحالية وتأثيرها على المواطن المصرى.

- ماذا عن أحوال المرضى فى مصر وكيف يتم التعامل معهم؟
الأوضاع تحسّنت فى الفترة الأخيرة بشكل كبير، خصوصا بعد صدور قانون فى عام 2009 يخص حماية المرضى النفسيين من خلال عدد من القواعد التى يجب مراعتها معه، وكذلك استطعنا بعد مناقشات واسعة أن نلغى فى سبب الإعفاء من الجيش من شهادة موقف التجنيد، والتى كانت تكتب فى الماضى معفى لمرض نفسى، والتى استطعنا أن نغيرها إلى أسباب طبية فقط، كما نحاول جاهدين أن نتخلص من الوصمة التى تلتصق بأى شخص يذهب إلى طبيب نفسى أو يحجز فى المستشفيات، فالصحة النفسية فى مصر الآن على المستوى الطبى والإدارى أفضل بكثير.

- إذا كان الوضع على ما يرام فيما يخص الوضع الطبى.. فماذا عن حال المصريين الآن وما هو التوصيف الحقيقى لحالتهم النفسية الآن؟
إذا تحدثنا عن حالة الكثير من المصريين الآن ففى الحقيقة هم غير سعداء على الإطلاق، هذا الشعور العام المسيطر على الكثير منهم لعدة أسباب كان من بينها ثورة يناير، التى لم تحقق لهم الأحلام والأمنيات التى كانوا يتمنون أن يحققوها بعد قيام ثورة كان ثمنها أرواح شباب، فالكثير منهم يشعر بالإحباط فى الوقت الذى يجدون فيه إعلانات فى كل مكان عن أماكن سياحية فاخرة بملايين الجنيهات، كل هذه الأشياء ساعدت فى أن تصل بالمصريين إلى هذه الحالة التى من الممكن أن نطلق عليها "عدم رضا".

- كثير من الانتقادات هى التى توجه إلى نوعية الأفلام التى يطلق عليها تجارية.. فهل هذه الأعمال تؤثر على المجتمع بشكل سيئ أم هى نتاج له كما يؤكد البعض؟
فى الحقيقة هناك الكثير من الأماكن الشعبية فى مصر التى تؤكد أن هذه الصورة التى تعرضها شاشات السينما حقيقة، ولكن الأزمة هنا ليس فى إذا كان هذا صحيح أم لا، لأن الكارثة الحقيقة تتمثل فى أن هذه السلوكيات والألفاظ وغيرها من الأشياء السيئة تصل إلى باقى المجتمع، على عكس الأعمال الفنية لدول عربية أخرى مثل سوريا وتركيا، فهى تعكس صورة هى فى الأساس غير حقيقة إلا أنها صورة جميلة تعكس للآخرين جمال هذه البلدان.

- بعد قيام ثورتين من أجل تحقيق الحلم المنتظر فى الحصول على حياة أفضل.. فهل تتخيل أن المصريين سيكونون لديهم الطاقة والقدرة على الثورة من جديد إذا لم تسير الأمور بشكل أفضل؟
فى الثورة الأولى خرجت الجماهير من أجل حياة أفضل وبسبب ظلم كان واقعا عليهم، أما فى المرة الثانية فكان الهدف هو إعادة الدولة من جديد بعد أن كادت تفقد هويتها، ولكن لا أتوقع أن يقوم الشعب المصرى بثورة من جديدة، وهذا يعود إلى طبيعة الشعب فى الأساس، وأنه لا يتحرك إلا بعد وقت طويل وبعد أن يظهر الخطر أمامه بشكل واضح، وأتمنى أن تسير الأمور بشكل أفضل من خلال عمل إصلاحات واضحة يشعر بها الشارع المصرى حتى نتجنب حدوث أى من هذه الأمور.

- فكرة أن يكون موجود زعيم أو قائد فى أى شىء فى حياة المصريين دائما هى المسيطرة عليهم.. فهل هذا له دلالة ما تتعلق بالتركيبة النفسية للشعب المصرى؟
بالتأكيد، فالمصريون عاشقون لفكرة وجود زعيم أو قائد يسيرون من حوله، ويكون هو المسئول عن كل شىء يحل مشكلاتهم ويحقق لهم أحلامهم فى حياة أفضل، وغيرها من الأمور الأخرى التى تعود إلى فكرة الاعتمادية الموجودة عند الشعب المصرى فى الأساس فهو يريد أن يرتاح ويظل فى راحة طالما هناك قائد سيجعل حياته أفضل، أما عن فكرة الحاكم فبعيدا عن أى أسماء بعينها فالمصريون منذ القدم وهم يصنعون من الحاكم "إله" أو على الأقل يضعوه فى نفس المكانة، وهذا ليس له علاقة بتوقيت معين ولكن هذه هى طبيعة الشعب المصرى مهما تغير الزمن، فهذا شىء أصيل بهم.

- دائما هناك خلاف دائم بين الشباب وبين الشعب المصرى وكأنه لا يوجد ثقة فى قدرتهم على إدارة الأمور إلى الأفضل؟
نعم هذا أمر ملحوظ، فعلى الرغم من أن الشباب كانوا هم السبب الرئيسى فى قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ودفعوا ثمنها أرواحهم الغالية، وعلى الرغم من كل هذا إلا أنه دائما لا يوجد أى ثقة بهم وفى كيفية إدارتهم للأمور أو تولى أى مناصب سياسية، فالشعب المصرى يرى أن معظمهم لا يقدر على أن يكونوا فى منصب رئيس وزراء مثلا، وهذا أمر لا يقتصر على عامة الشعب بل هذا هو تفكير القيادات فى مصر، وهذا بالتأكيد على عكس ما يحدث فى الدول الأوروبية، أما ففى أمريكا فهى من أكثر الدول التى تحرص على تولى الشباب مناصب قيادية فمن الممكن أن تجد هناك شابا فى مقتبل العمر وفى منصب رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة فهذه الطريقة فى التفكير نريدها أن تكون السائدة فى مصر، وأن يتولى الشباب مناصب بدلا من أن يكون مكانه فى السجون.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة