بالفيديو.. من أكثر بؤسًا من "عم صابر"؟.. أودعه إخوته فى مستشفى الأمراض العقلية 40 عامًا.. وطردوه من منزل العائلة عقب استيلائهم على"معاشه".. متعته الوحيدة "الشاى بلبن".. وحلمه "أكلة سمك وشوية رز"

تظنه فى العقد الثامن من عمره، حافى القدمين فى ملابسه البالية وطاقيته الصوف الرثة التى أضافت إلى عمره أعوامًا، يجلس وينام ويعيش حياته كاملة أسفل كوبرى أكتوبر تحديدا فى شارع البطل أحمد عبد العزيز، وقد أكل منه الرصيف وشرب، هو ليس بمتسول فهو لن يطلب منك مالا ولكن إن ذهبت إليه سيطلب منك "باكو شاى، ولبن" .

يعكف على صنع مشروبه المفضل "الشاى باللبن"، فى زجاجة بلاستيكية غير مهتم بمضار هذا الأمر، ويقطع زجاجة أخرى ليصنع منها كوبًا ويقوم بخلط الشاى باللبن على طريقته الخاصة، ويبدأ فى تلذذ الشاى وهو ينظر إلى السيارات التى تجرى هنا وهناك غير مبال بها إنه "عم صابر".

عندما يصبح الشارع بيتا لكل من تظلمه الأسرة أو لا ينصفه المجتمع فنحن أمام مشكلة تتضاعف يوميا لنشهد جيلا جديدا من شيوخ الشوارع، بعد أطفال الشوارع.

"عم صابر" 64 عامًا من الشقاء فقد قضى 40 عامًا منهم فى مستشفى الأمراض النفسية حيث أدخلته والدته لها لأنها قالت إنه أصيب فى رأسه بعد استيلاء أخته على المعاش الذى كان يتقاضاه.

"نفسى فى أكلة سمك وشوية رز".. هذه هى أمنية "عم صابر" الوحيدة والذى أكد أن عمره 64 عامًا على الرغم من أن مظهره وقصته تجعل عمره يتجاوز هذا السن بمراحل.

صابر الصوفى على، تجول فى جميع الشوارع منذ سنين لا يعرف عددها منذ ترك مستشفى الأمراض العقلية والتى مكث بها ما يقرب من 40 عامًا أى منذ كان عمره 24 عامًا على حد قوله، ولم يكن قد تزوج ولم يتزوج بعد ذلك، استولت أخته على ما يأتيه شهريا من معاش وأودعته والدته مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية وتم إخراجه من المستشفى.

وأضاف صابر أن إخوته طردوه من المنزل عند ذهابه إليهم بمنزله ببولاق أبو العلا، فانطلق إلى الشارع متجولا حتى استقر أخيرا فى مكانه، خاصة بعد ما علم بوفاة والدته منذ 3 سنوات.. إنها الحياة القاسية التى لم تمنح "عم صابر" أقل القليل وهى أمنيته الوحيدة حيث قال: "نفسى فى أكلة سمك وشوية أرز"، فقال أحد المحيطين به: "مش عايز أوضة تعيش فيها"، فرد عم صابر وهو حزين: "أنا عايش أهو الحمد لله أنا بس عايز أكلة سمك وشوية أرز".