أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

سفارات الاستعمار

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 03:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الاستعمار هو الاستعمار، مهما تخفى وتلون وأعلن عن تغيير جلده وتوجهه وأهدافه تجاهنا نحن أبناء دول العالم الثالث الذين عانينا عقودا طويلة من بشاعته وظلمه ونهبه لثرواتنا ومن خططه الجهنمية للبقاء جاثما على صدورنا عبر وكلائه الحكام المحليين. الاستعمار سيظل بغيضا كارها أى محاولة من طرفنا للاستقلال والتنمية والتقدم، وسنجده دائما على موعد مع الشيطان ليضع العقبات والعراقيل فى طريقنا، عسى أن نستسلم ونرضى باستمرار هيمنته على مقدراتنا السياسية والاقتصادية، وأن نبقى مجرد أسواق لمنتجاته ومزابل لمخلفاته.

أقول ذلك فى سياق الحملة المشبوهة التى قادتها السفارة البريطانية لكسر الإرادة المصرية، ومضت السفارة الكندية فى ركابها، كالعادة، المسألة أن السفارات البريطانية والأمريكية والكندية كانت احتلت منطقة السفارات فى حى جاردن سيتى طوال سنوات ازدهار الإرهاب، وعطلت مصالح المواطنين فى تلك المنطقة، حتى حصل سكان جاردن سيتى على حكم قضائى بإعادة فتح الشوارع المحيطة بالسفارات، وهنا التزمت الداخلية بالحكم، مع زيادة عدد ونوعية الأكمنة وخدمات تأمين السفارات.

السفارة البريطانية لم يعجبها الحال وطلبت وكأنها فى عهد المندوب السامى بسلامته إعادة إغلاق الشوارع التى أعيد فتحها بحكم قضائى، وهنا رفضت الداخلية وقالت مقدرش أعطل الحكم، دا الوزير يتعزل وبرضه الشوارع هتتفتح، ليه وليه الداخلية التزمت بالقانون، السفارة راحت مطلعة بيان مسموم بأنها هتعلق خدماتها، ليه قال خايفة من تهديدات إرهابية كبيرة محتملة، طبعا السفارة البريطانية مبتهزرش، هى عارفة طبعا بيان زى ده، حتى لو كان مستندا على معلومات غير صحيحة، ممكن يؤثر فى الوضع الاقتصادى لمصر، وعلى توافد المستثمرين والسائحين ليس من بريطانيا فقط فهم من أبخل السائحين، ولكن من عموم أوروبا التى تصدق بيانات صادرة عن السفارة البريطانية بجلالة قدرها.

السفارة البريطانية من الآخر بتمارس لى الذراع على الحكومة المصرية كلها، وعايز تقول يا تنفذوا اللى أنا عايزاه، يا إما هسبب لكم مشاكل إنتم مش قدها، وراحت جره معاها السفارة الكندية، طيب حصل إيه بعد ما أصرت الحكومة على احترام المواطنين وأحكام القضاء، اضطر السفيران البريطانى والكندى للجلوس مع مدير أمن القاهرة وزيادة الخدمات الأمنية وحل الأزمة بدون تنازلات، طيب ما كان من الأول، لكن تقول إيه، الاستعمار هيفضل استعمار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة