يطلق عليها أهالى المنطقة "المرأة الفولاذية" وينادونها بـ"أم باسم" متى قابلتهم مشكلة فى السباكة، فالمرأة التى يتعدى عمرها الـ62 عاما، تمتلك خبرة 10 سنوات فى مجال السباكة ومحلا متواضعا بحى الدرب الأحمر تبيع فيه أدوات السباكة المستعملة.
سهام حسين مغازى تعيش فى غرفة بحى الدرب الأحمر بعد أن زوجت أبناءها، وتقول إن بداية عملها بالسباكة كانت بعد انفصالها عن زوجها مباشرة "لقيت نفسى فى وسط عالم مبيرحمش الضعيف، وقررت أن أتوجه لصنعة أستطيع من خلالها توفير مأكل وملبس مناسب لى ولأولادى، وفضلت أفكر لحد ما وصلت للمهنة دى واتعلمتها بسرعة وبقيت أحرف واحدة فيها فى المنطقة كلها".
"مشروع اغاخان" الذى ينظم دورات تدريبية كل فترة لعدد من المهن المختلفة كان السبيل الذى طرقته أم باسم، وعندما ذهبت لتعلم مهنة فى المشروع، كان الرد عليها من قبل المنظمين "الأيام دى دورات سباكة ولسة مفيش مهن مقترحة فى الوقت الحالى للسيدات، تعالى بعد فترة يا حاجة" لكنها لم تجعل هذا الرد يقف أمامها وكانت المرأة الوحيدة التى تنضم لدورة السباكة.
وعن نظرة المجتمع لها قالت "أم باسم" إن الجميع فى بداية الأمر يسخر منها سواء مقدم الدورة الذى انضمت لها، والزبائن التى كانت تعمل لديهم الذين كانوا يرددون "أكيد دى مبتعرفش تشتغل"، لكن الواقع أكد جدارتها فى العمل، وتابعت أن الجميع فى الوقت الحالى يشيدون بدورى فى هذه المهنة ويرددون "إنتى ست بـ100 راجل".
وأكدت أم باسم أن المضايقات الحالية التى تواجهها فى عملها كسباكة هى "الفصال"، أما فى البداية فكان ما يضايقها رفض أولادها للفكرة "ابنى قالى إنه سيغير اسمه حتى لا يتم مناداته باسمى، وابنتى قالت إنها ستلقى بنفسها من النافذة إذا رأتها تلبس "الأفارول" أثناء فتره تدريبها.
وأكدت أم باسم أنها لم تتلق أى تشجيع من أبنائها منذ عملها كسباكة وحتى وقتنا هذا، وتذكر أم باسم موقف ابنتها التى رفضت أن تعرف خطيبها بطبيعة عمل والدتها حرجا منه، إلا أنه بعد الزواج حين عرف طبيعة عمل والدتها قال لها "كل قرش صرفته أمك عليكى فى الجواز دين فى رقبتى ولازم أردهولها تانى .. أمك دى ست بـ100 راجل".
أم باسم السباكة خبرة 10 سنين
أم باسم أمام دكانها بالدرب الأحمر
أم باسم فى طريقها إلى مهمة عمل
أم باسم أثناء تصليح السباكة بأحد المنازل
"أم باسم" سباكة خبرة 10 أعوام فى الدرب الأحمر.. 62 سنة والعزم حديد
الخميس، 11 ديسمبر 2014 03:14 م
"أم باسم" السباكة
كتب أحمد عبد الهادى - أحمد أكرم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة