تعتبر فضيحة تقرير لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى الأخير، الذى كشف عن عمليات تعذيب جهاز الـ"سى آى إيه" لمحتجزيه بعد الحادى عشر من سبتمبر، حلقة فى عقود من الفضائح السياسية التى اجتاحت المسرح السياسى الأمريكى.
الأزمات السياسية فى أمريكا تركت بصامتها فى أروقة البيت الأبيض، وأجهزة الاستخبارات، وأيضًا الجيش الأمريكى.
فضيحة ماى لاى
فى العام 1968 وفى ذروة العدوان الأمريكى على فيتنام، قامت قوة من الجيش الأمريكى باجتياح قرية من الفلاحين المسالمين فى شمال فيتنام تسمى "ماى لاى"، ليذبحوا 347 أعزل، ويتعرض نساء القرية لاغتصاب جماعى من قبل الجنود وتُشوه جثث القتلى.
الفضيحة تسربت إلى وسائل الإعلام العالمية لتضع علامة استفهام كبرى آنذاك أمام أخلاقية الحرب الأمريكية فى فيتنام، ووجهت الاتهامات لـ26 جنديًا أمريكيًا، حكم على واحد منهم فقط بالإقامة الجبرية فى منزله لمدة 3 أعوام ونصف العام.
فضيحة مونيكا لوينسكى
شغلت علاقة الرئيس الأمريكى السابق "بيل كلينتون" بالمتدربة فى البيت الأبيض "مونيكا لوينسكى" العالم فى نهايات التسعينيات من القرن الماضى، واعتبرت فضيحة جنسية سياسية من الطراز الأول، بسبب خيانة الرئيس لقرينته "هيلارى كلينتون"، وكذبه على الجماهير الأمريكية بنفيه العلاقة التى أثبتت لاحقًا، وكانت وصمة فى تاريخ البيت الأبيض الأمريكى كفيلة بهدم تاريخ "كلينتون" السياسى، لكنه لحسن حظه كان فى فترته الرئاسية الثانية والأخيرة.
روبرت هانسن وأولدريتش أميس
شخصيتان هزتا عالم الاستخبارات الأمريكى فى أتون مواجهته مع الاتحاد السوفيتى، فيما عرف باسم الحرب الباردة؛ الأول كان عميلاً فى جهاز الـ"إف بى آى"، وعمل جاسوسًا للاتحاد السوفيتى ثم روسيا لمدة 22 عامًا، من 1979 حتى سقوطه المدوى فى عام 2001، مقدمًا لهم معلومات قيمة عن الأمن القومى الأمريكى، يقضى حاليًا عقوبة السجن مدى الحياة بعد وضعه الاستخبارات الأمريكية فى موقع مخزى، الثانى وهو "أولدريتش أميس" كان عميلاً ذا منصب كبير فى جهاز الـ"سى آى إيه" ومسئول عن الأنشطة الاستخبارية المضادة للاتحاد السوفيتى، لكن هذا لم يمنعه من العمل كجاسوس للاتحاد السوفيتى من نهاية الثمانينيات حتى تفككه، ليعمل كجاسوس لروسيا حتى سقوطه فى العام 1994.
ووترجيت
إحدى أكبر الفضائح السياسية فى تاريخ أمريكا، الفضيحة السياسية التى أجبرت الرئيس الأمريكى أنذاك "ريتشارد نيكسون" على الاستقالة من منصبه فى العام 1974، بعد تكشف قيامه بالتجسس على موظفى الحكومة والأحزاب الأمريكية، ليصبح أول رئيس مستقيل فى تاريخ أمريكا السياسى.
فضيحة أبو غريب
عندما انتشرت صور تعذيب المساجين على يد جنود الجيش الأمريكى فى سجن "أبو غريب" بالعراق، أصيب الرأى العام العالمى بصدمة، وتلقت القيم الأمريكية فى عهد الرئيس بوش الابن طعنة قاتلة لن يندمل جرحها فى القريب، كشفت التحقيقات والصور عن تعذيب الجنود الأمريكيين للمساجين بطرق فاقت طرق التعذيب التى كشف عنها تقرير لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى أول أمس الثلاثاء، بعد انتشار الصور ظهرت الكثير من الدعاوى المطالبة باستقلال وزير الدفاع أنذاك "دونالد رامسفيلد".
فضائح "لطخت" البيت الأبيض.. ووترجيت أسقطت "نيكسون" و"مونيكا" كشفت "كلينتون المراهق الكاذب".. وأبو غريب لعنة على بوش الابن.. وآخر السلسلة تقرير الكونجرس عن "التعذيب"
الخميس، 11 ديسمبر 2014 05:19 ص
فضيحة أبو غريب
كتب أنس حبيب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة