فى طفولة نجيب محفوظ الذى ولد فى مثل هذا اليوم سنة 1911، لم يكن هناك أدب للأطفال، كانت الروايات البوليسية التى يترجمها حافظ نجيب مثل سنكلير وجونسون وميلتون توب هى زاد القراء الصغار، بالإضافة إلى مشاهدة أفلام المغامرات، بعد قليل خطفه أدب المنفلوطى الذى كان يراه مفيدًا لتهذيب النفوس، مع قراءة مترجمات الأهرام التى كانت مختصة بالروايات التاريخية.. مرحلة اليقظة فى حياته جاءت بعد ذلك على أيدى طه حسين، والعقاد، وسلامة موسى، والمازنى، وهيكل، وبعد فترة وجيزة أسهم فيها يحيى حقى، وتوفيق الحكيم، أطلق على هذه الفترة فى حياته مرحلة التحرر من طريقة التفكير السلفية، والتنبه إلى الأدب العالمى، وفى الجامعة تشبع بالقراءات الفلسفية.
ويحكى أنه فى السنة الثالثة التحق بمعهد الموسيقى العربية، واختار آلة القانون لكى يصل من خلالها إلى فلسفة الجمال.. تعلم النوتة وحفظ عدة بشارف، وأثنى عليه القانونجى الكبير محمد العقاد، بعد عام توقف لأنه اكتشف أنه لا صلة مطلقًا بين تعلم العزف على القانون وفلسفة الجمال. كان قد قرأ «البيان والتبيين» للجاحظ، و«الأمالى» لأبى على القالى، و«العقد الفريد» لابن عبدربه، بالإضافة إلى الحياة التى عاشها بالطول والعرض، والتى هى أهم مصادر المعرفة.. سلامة موسى أثر فيه، ووجهه إلى شيئين مهمين، هما العلم والاشتراكية، وقرأ رواياته مخطوطة ونصحه بعدم نشر ثلاث منها، أما الرابعة «عبث الأقدار» فنشرها له مسلسلة فى «المجلة الجديدة».. الأستاذ بعد كل هذه السنوات يقرأ بكل اللغات ويعيش فى كل الأماكن.. ألف رحمة ونور عليه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة