الثابت أن دائرة صنع القرار حول رئيس الجمهورية أدركت أن الشارع بحاجة إلى حراك بمرور الستة أشهر الأولى من الحكم، فبدأوا فى تنظيم لقاءات للرئيس قبل 10 أيام مع شباب الإعلاميين والصحفيين وأصحاب المبادرات التنموية وقبائل ومشايخ سيناء.
اللقاءات الثلاثة خرجت جميعها بنتائج إيجابية، ولكنها لا تكفى.. لمزيد من الحراك، يتطلب الأمر توسيع أجندة اللقاءات لتضم لقاء بشباب الأحزاب، وآخر مع اتحادات طلاب الجامعات، وثالثا مع وفد من شباب الصعيد، ورابعا مع قيادات النقابات العمالية والمهنية، وخامسا مع الفلاحين.
لو فعلت الرئاسة ذلك، تكون قد أنجزت ما كان يجب أن يتم فى الشهر الأول أو الثانى من الحكم، وتتبقى المهمة الأكبر وهى دعوة حمدين صباحى لقصر الاتحادية.
قد تختلف أو تتفق مع الدعوة، قد تقول إن حمدين «يزايد» على السيسى بتصريحاته الأخيرة، ولكن لا تنس أن حمدين هو من منح الانتخابات الرئاسية المشروعية، وهو من حافظ بدافع وطنى على البلاد، فى وقت كان الجميع يدفعه إلى الانسحاب.
من وجهة نظرى، أن 4 أمور، تسوقنا بقوة نحو اللقاء وهى:
1 - التأكيد على أن الرئيس السيسى يستمع للجميع من مؤيديه وحتى أشد معارضيه ممن نافسوه فى الانتخابات الرئاسية.
2 - توحيد الصف بين الدولة والمعارضة فى مصر الجديدة، انطلاقا من أن مناطق الاتفاق بين السيسى وحمدين أكثر من مناطق الاختلاف، هما يتفقان على السعى لحل المشاكل الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وأمن المواطن ويختلفان فى الرؤية السياسية وقانون التظاهر.
3 - اللقاء سيغلق أى باب للمزايدة أو أصوات قد تخرج من أى فصيل حزبى عن تجاهل رئيس الدولة لصوت المعارضة فى مصر، مهما كانت تلك المعارضة قوية أو ضعيفة، مؤثرة أو غير مؤثرة.
4 - بناء مصر الحديثة لن يتم بالسلطة وحدها، ولكن بإشراك حقيقى للمعارضة بعد حسم الخلاف السياسى، فضلا عن اللقاء قد ينتهى بحل حاسم لملف المعتقلين وقانون التظاهر، وهو مكسب كبير إن حدث.
أخيرا.. الرئيس السيسى يقدر وطنية حمدين صباحى، وظهر فى الإشادة به بعد الإعلان الرسمى لنتائج انتخابات الرئاسة واتصاله به تليفونيا، وحمدين يدرك أنه والسيسى فى خندق واحد، والسيسى هو المسار الإجبارى للبلاد.. إذن ينبغى على طرفى المعادلة السياسية السعى نحو مزيد من التقريب بين وجهات النظر لا للتفريق، ضمانا لمستقبل أفضل للبلاد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة