معتقل يمنى فى "جوانتانامو": ما زلت أذكر وجه ابنتى بعد 15 عامًا فى المعتقل.. حصلت على حكم براءة قبل 7 سنوات ولم أخرج.. أناشد الناس: تذكرونى فلم يبق منى سوى الذكرى

الخميس، 11 ديسمبر 2014 10:35 م
معتقل يمنى فى "جوانتانامو": ما زلت أذكر وجه ابنتى بعد 15 عامًا فى المعتقل.. حصلت على حكم براءة قبل 7 سنوات ولم أخرج.. أناشد الناس: تذكرونى فلم يبق منى سوى الذكرى المعتقل - أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة "هافينغتون بوست" الأمريكية مقتطفات من حياة سجين خلف أسوار المعتقل الأمريكى "جوانتانامو"، ويدعى "فهد غازى"، الذى خطى أولى خطواته داخل المعتقل سيئ السمعة وهو فى الـ17 من عمره فقط دون اتهامات أو سند قانونى، ليتخطى الـ30 دون بارقة أمل فى خروج يعيده إلى مسقط رأسه باليمن.
يقول "فهد غازى"، إنه استمرأ الصمت وعدم الخوض فى مجاهل ذهنه، الذى اعتاد جدران المعتقل الذى أمضى به السنوات، التى تفصل بين الطفولة والنضج، ليجد صعوبة فى التعبير عن نفسه.

يصف "فهد غازى" ما تحول إليه بعد 15 سنة فى المعتقل الأمريكى، فهو مجرد اسم، أو ذكرى فى القرية، التى شهدت ميلاده ونشأته الأولى، وذكريات صباه، وأولى صداقاته، وألعابه مع أترابه.

يقول "غازى" بعد مشاهدته فيديو ينقل إليه صور هؤلاء الذين تركهم خلفه فى اليمن، ومن بينهم ابنته "حفصة" التى لم تر النور بعد عندما احتجزته أسوار جوانتانامو، أنه يتذكر كل وجه، قمم الجبال، وجوه الأصدقاء التى أنضجتها التجارب، وجوه هؤلاء الذين تركهم أطفالا، ليجد شوارب بوادر الشباب قد خطت وجوههم، والمنازل التى اعتاد ارتيادها قبل سجنه، لكنه يعلم أنه تحول إلى محض ذكرى لدى هؤلاء.

هم يعرفون قصته، حسب قوله، ولكنهم لا يعرفونه هو، فالسنوات التى فصلته منهم أقوى من ذاكرة بعضهم.

حصل "غازى" على حق الخروج من "جوانتانامو" فى العام 2007 بعد سقوط كل التهم عنه، لكنه يظل نزيل المعتقل سيئ السمعة لغياب القانون بداخله.

يروى "غازى" مأساة وفاة عمه، الذى باشر تربيته بعد وفاة والده وهو فى طور الطفولة، عمه الذى ظل رافضًا لحقيقة سجنه، ممتنعا عن التحدث إليه أو إرسال الرسائل، ليوافق مؤخرا على إجراء مكالمة فيديو معه من اليمن، ليخبره فقط بأنه يحبه ولا يزال ينتظره، ثم تميل رأسه إلى الخلف بعد فراقه للحياة، فهو لم يستطع أن يحتمل مكالمة نجل شقيقه السجين، حسب قول "غازى".

وطالب "غازى" الجميع بتذكره، طالب الأمهات بتذكر والدته لم تشاهده منذ سنوات مراهقته، والآباء بتذكر أنه لديه ابنة لم يشهد خطواتها الأولى، أو ذهابها إلى المدرسة، أو حتى ابتساماتها الأولى، والزوجات بالتفكر عن حالة زوجته، التى قضت ربيع عمرها بعيدة عن زوجها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة