بدأت الكنائس المصرية مؤخراً، الاهتمام بقضية الإلحاد بشكل كبير وخصصت العديد من المؤتمرات فى مصر والخارج لمواجهة الفكر الإلحادى، وعقد مجلس كنائس مصر مؤتمراً للشباب فى مطلع نوفمبر الماضى، وحذر فيه البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من خطورة هذه الظاهرة.
ونظمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤتمراً أول ديسمبر تحت شعار "الرد العلمى على الإلحاد" بحضور عدد من الأساتذة والمتخصصين فى قضية الإلحاد، وعدد من رجال الأزهر، وممثلين من الكنائس المصرية المختلفة، وحينما افتتح الأنبا بيشوى مطران دمياط وتوابعها المؤتمر، أعلن عن وجود تعاون وثيق بين الكنيسة والأزهر لمواجهة الإلحاد.
كما عقدت الكنيسة مؤتمراً آخر فى دير مارمينا العجايبى بمريوط، ومؤتمر بإيبارشية تورينو وروما سيمينار لكهنة الإيبارشية، وخصص الأنبا برنابا والأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ خلال المؤتمر محاضرات عن الإلحاد المعاصر وكيفية الرد على أصحاب الأفكار الإلحادية، بجانب لقاءات خاصة بالأحوال الشخصية للأقباط وشئون الكنيسة بالخارج.
وقال الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن من أهم أسباب الإلحاد فى مصر هو التسلط الدينى، وتقديم الدين بطريقة خاطئة، والتمسك به بشكل يصل إلى التعصب، أديا لجعل الشباب يتمردون على فكرة الدين والتسلط الموجودة، لأنهما يقدمان نفسهما بشكل خاطئ، إضافة إلى أن الشباب يشعرون أنهم مهملون ومرفضون من قبل الكنيسة، لذا فيتركونها بأفكارها، لذا يجب استقطابهم للخدمة داخل الكنائس وعقد مؤتمرات توعية لهم.
وأضاف عزيز، أن الكنيسة الكاثوليكية لا توجد بها ظاهرة الإلحاد، ومواجهة الإلحاد يجب أن تكون بالتعقل والمثل الصالح ومعايشة الدين بشكل أكثر إنسانية من أى شىء آخر، مشيراً إلى أن هناك نوعين من الإلحاد، أولهما إنكار وجود الله، وهو النوع الذى يمكن التعامل معه ومناقشته، أما الآخر الذى يعترف بوجوده ولكنه رافض فكرة الانتماء للدين ولا يبدى اهتماماً لوجوده، وكأنه يقول "موجود ميهمنيش"، فهو لا يعترف بالكنيسة ولا يريد الانتماء لأى كنيسة أو أى دين آخر.
فيما أكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الكنيسة لا تعانى من فيرس الإلحاد، ولا توجد إحصائية بعدد من ألحدوا، والكنيسة تعقد مؤتمرات مواجهة الإلحاد كعمل وقائى، حيث إنه لا يمثل ظاهرة داخل الكنيسة لكى يتم عمل خطة كاملة لمواجهته، فكل إيبارشية تقوم بالتوعية وفق ما تراه مناسباً لها سواء مؤتمرات، أو أمسية روحية.
وأضاف حليم، أن من أسباب الإلحاد التحديات الجديدة فى العصر الحديث المتمثلة فى فوضى سلوكية ومعلوماتية، المتمثلة فى التمرد على الأبوة وكل من هو فى سلطة، إضافة إلى الاعتداد بالرأى وعدم سماع المشورة، وفى ظل التغيرات فى العالم ومصر فلا توجد مرجعية لبعض الناس، لذا فيقبلون أفكار غريبة سواء عن المجتمع والكنيسة، مضيفًا من ضمن الأسباب أيضا، أنه أحيانا لو ظهر رجال الدين بسلوكيات غير مطابقة لما يقولوه، فتصبح سلوكياتهم مؤثرا سلبيا على الشباب.
وأكد حليم أن العلاج لمواجهة الإلحاد على مستوى الكنيسة يتطلب تعامل آباء الكنيسة مع الأبناء من منطلق "الأبوة"، فكلما كان الآباء يتعاملون بأبوة تجاه الرعية فهذا يحتوى جميع الأفكار خاصة التى تكسر قواعد المجتمع، إضافة إلى ضرورة نشر التعليم الكنسى بصورة حية لكى يتذوق الناس الكنيسة ويتمتعون بها ولا يعتبرون التعليم مجرد معلومات فقط، وأيضا التشجيع على القراءة، خاصة إعمال العقل والإبداع والتنوير، عبر التعليم التكوينى وليس التلقينى، فنستطيع تكوين شخصيات لها فكر ورأى تستطيع النقد والتحليل والبحث وتستطيع التميز بين التعليم الجيدة أو الرديئة.
وأوضح حليم، أن الإلحاد وضع فى مسودة قانون الأحوال الشخصية الموحد، كأحد أسباب انحلال الزواج، لكنه قبيل ذلك مطبق فى الميثاق الكنسى فلا يتزوج المسيحى غير مسيحية والعكس، فالزواج لابد أن يكون من خلال إيمان مسيحى أرثوذكسى.
موضوعات متعلقة :
قراء "اليوم السابع" يختلفون حول أسباب الإلحاد.. فريق يتهم السلفيين بالتعالى واختزال الدين فى المظاهر.. وآخر يتهم الجماعات الإرهابية لتقديمها الدين بـ"الترويع والعنف".. وثالث يرجعه للفقر والضغط النفسى
الكنائس تواجه الإلحاد بعقد مؤتمرات فى الداخل والخارج.. المتحدث باسم "الأرثوذكسية": كنيستنا لا تعانى من فيرس الإلحاد ومؤتمراتنا عمل وقائى.. مطران الكاثوليك: التسلط الدينى من أهم أسبابه
السبت، 13 ديسمبر 2014 03:27 ص
الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك
كتب مايكل فارس
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة