كريم عبد السلام

زنا المحارم

السبت، 13 ديسمبر 2014 03:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتساءل وأنتم معى بالتأكيد عن انتشار الجرائم الشاذة فى المجتمع، وفى مقدمتها زنا المحارم، وزيادة معدلات القتل داخل الأسرة الواحدة، قتل الزوجة لزوجها والعكس، أو قتل الأبناء للأب أو الأم، واعتداء الآباء والأمهات على الأبناء، ما الذى أوصلنا إلى هذه الحالة من الوحشية والبهيمية؟

علماء الاجتماع خلال السنوات العشرين الماضية حذروا من أن حزام العشوائيات حول القاهرة والمدن الكبرى سيوجد حالة من الانكشاف بين أعضاء الأسرة الواحدة، وأن الفقر المدقع والمرتبط حتميًا بالجهل والتسرب من المدرسة وتعاطى المخدرات، سوف يهدم منظومة القيم والأخلاق التى تحفظ كيان الأسرة، وتبقى على المجتمع متماسكًا.

وطوال السنوات العشرين الماضية تجاهل المسؤولون فى الحكومات المتعاقبة مسألة العشوائيات وأخطارها، وتعاملوا معها بالقبضة الأمنية الحديدية التى تصور سكان هذه المناطق على اعتبار أنهم مجرمون محتملون، وصدق سكان العشوائيات هذا التنميط، وبدأوا يعدلون سلوكهم عليه، فانهارت الحدود بين الحلال والحرام، وارتفعت نسبة التسرب من التعليم، وتعاطى المخدرات والتجارة فيها، والبلطجة والسرقة بالإكراه، والإرهاب إلى معدلات غير مسبوقة، ومعها انهارت الأسرة، وانتشرت ظاهرة الجمع بين الأزواج، ووصل الأمر إلى زواج المحارم شفهيًا، وتفاقمت ظاهرة أطفال الشوارع، وتحولت إلى مجتمع الشوارع، حيث يتجاور أكثر من جيل فى عراء الشارع، لا يحكمهم إلا قانون القوة البدائى، حيث ينهش الكل فى الواحد والواحد فى الكل.

لم تعترف أى من الحكومات المتعاقبة خلال العقدين الماضيين بالتحولات والانهيارات الخطيرة فى المجتمع، وتعامت عنها مع سبق الإصرار والترصد، اللهم إلا بعض جمعيات خدمة المجتمع المحلى التى تعمل ميدانيًا على تأهيل البيئة الصحية فى العشوائيات، ومواجهة التسرب من التعليم، وحماية حقوق الأطفال العاملين، فاستفحل الخطر، وأصبحت العلاقات الأسرية مثل القماش المهترئ تحتاج إلى ثورة أخلاقية جديدة، وبيئة إنسانية للحياة.

الحل الآن يبدأ باعتبار الإصلاح الأخلاقى والفكرى والتعليمى فى المجتمع، وتوفير الظروف الإنسانية للمناطق شديدة الفقر والعشوائيات هو مشروع الإنقاذ الأول، يسير بالتوازى مع المشروعات العملاقة الأخرى مثل قناة السويس الجديدة، والمشروع اللوجستى العالمى لتخزين الحبوب بدمياط، ويمكن أن تخصص من أجله وحده عائدات صندوق «تحيا مصر»، ويمكن أيضًا أن تخصص من أجله ميزانية خاصة للإنقاذ تبدأ بنقل المناطق العشوائية، وعشش الصفيح إلى مدن جديدة قابلة للحياة تتوفر فيها فرص عمل كريمة.
وللحديث بقية








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة