أحمد كمال يكتب: أينشتاين والكرة المصرية

الأحد، 14 ديسمبر 2014 12:09 م
أحمد كمال يكتب: أينشتاين والكرة المصرية كرة القدم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول أينشتاين: إن الغباء هو فعل نفس الشىء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة، وهذا هو حال الكرة المصرية مع كل إخفاق، عندما يفشل المنتخب يقوم اتحاد الكرة بإقالة المدرب وتعيين مدرب آخر، وتبقى المشكلة مدرب وطنى أم أجنبى وكأن المشكلة فى جنسية المدرب والنتيجة هى فشل بعد آخر، تم تغيير 3 مدربين للمنتخب فى 4 سنوات، والنتيجة فشل فى الصعود لأمم أفريقيا 3 مرات متتالية، وفشل فى الصعود لكأس العالم، ودرسنا فى علم الإدارة أنه عندما تواجهك مشكلة يجب عليك أولا بحث أسباب المشكلة ووضع الحلول الممكنة لها كى تستطيع حلها، وفى هذا المقال سوف نحاول وضع بعض الحلول لكى نخرج من النفق المظلم، التى دخلته الكرة المصرية.

أبهرنا العالم بحصولنا على أمم أفريقيا 3 مرات متتالية، ووصلنا للمركز التاسع فى تصنيف الفيفا للمنتخبات عام 2009 فى إنجاز تاريخى، وأبهرنا العالم مرة أخرى، عندما فشلنا فى الصعود لأمم أفريقيا لثلاث مرات على التوالى ووصلنا للمركز 60 فى آخر تصنيف للفيفا.. ولأن المصائب لا تأتى فرادى فجاء إخفاق منتخب الناشئين ومنتخب الشباب فى الوصول لأمم أفريقيا ليبين للأعمى حال الكرة المصرية الآن، والقادم أسوأ بلا أدنى شك طالما نفكر بنفس الطريقة ونفس الحلول، ولكن لابد أن تكون هناك وقفة هذه المرة.. فالجمهور المصرى لا يستطيع أن يتحمل إخفاقًا آخر للكرة المصرية، خاصة وهى مصدر الفرحة للمصريين فى هذه الظروف التى تمر بها البلاد، لذلك فقد حاولنا وضع بعض الحلول حتى نساهم فى وضع الكرة المصرية على المسار الصحيح.

أولا: لابد من وجود اتحاد كرة قوى يضم أعضاء مؤهلين للتخطيط لمستقبل الكرة المصرية فليس كل لاعب كرة يصلح أن يكون عضو اتحاد مثلما الحال فى مصر، يجب أن يكون التوجه الأساسى للاتحاد هو النهوض بالكرة المصرية بعيدا عن أى مجاملات أو وعود انتخابية من إلغاء الهبوط وخلافه، لابد أن يقوم اتحاد الكرة بتطوير المنتخبات المصرية، ووضع لوائح تطبق على الجميع وتوفير الدعم الكامل للمنتخبات السنية المختلفة واختيار المدربين على أسس علمية مع تفعيل دور الجمعية العمومية للاتحاد حتى يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب للاتحاد عندما ينجح تجدد فيه الثقة وعندما يفشل يُحاسب أعضاؤه، وقد تصل إلى سحب الثقة وتعيين مجلس آخر.

ثانيا: لابد من إنشاء رابطة للأندية المحترفة وتحويل الأندية إلى أندية خاصة على غرار كافة الدوريات العالمية وحتى العربية ويتكون قوام هذه اللجنة من الأندية المشاركة فى الدورى العام وتتولى هذه اللجنة إدارة الدورى ووضع جدول للمسابقة معروف لسنوات قادمة وحل مشاكل البث والحصول على أعلى عائد والاستعانة بخبراء محترفين فى وضع اللوائح التى تضمن حق الأندية وتساعد اللاعبين على الاحتراف إذا أتيحت الفرصة.

ثالثا: الاهتمام بقواعد الناشئين ومراكز الشباب وتفعيل دور الكشافة فى كافة أنحاء أمصر من مدن وقرى ونجوع من سيناء للصعيد والوادى الجديد، مصر مليئة بالمواهب الحقيقية، التى لا تجد فرصة أو واسطة للظهور، ولنأخذ ألمانيا خير مثال على ذلك، ألمانيا اهتمت بقواعد الناشئين وقامت باستثمارات كبيرة فى هذا المجال، والنتيجة هى الحصول على كأس العالم 2014 بعد غياب 24 سنة وبمنتخب قوامه من منتخب شباب ألمانيا وبمعدل أعمار يصل إلى 24 سنة.

رابعا: الاهتمام بإنشاء دورى محلى قوى يكتشف اللاعبين ويسمح باحترافهم إلى الخارج مثل الدورى البرتغالى أو البرازيلى حتى نستفيد من الاحتكاك بالدوريات القوية العالمية، مصر لا يوجد لديها محترفون إلا 3 أو 4 لاعبين وقليل منهم يشارك بشكل أساسى ومؤثر، وهذا عار على الكرة المصرية، فاللاعب المحترف الآن عنوان وفخر لبلده مثل رونالدو البرتغالى وميسى الأرجنتينى، يجب تغيير طموح اللاعب المصرى من اللعب للأهلى والزمالك إلى اللعب لأكبر أندية العالم نريد منتخبا قويا نفتخر به وينسينا كلمة التمثيل المشرف.

خامسا: الاهتمام باللاعبين المحترفين فى الخارج مزدوجى الجنسية أمثال رامى يس الغندور، لاعب منتخب شباب ألمانيا، وعبد الله يس لاعب شباب فرنسا وغيرهم الكثير كى لا نكرر تجربة كريم الشعراوى لاعب منتخب إيطاليا، فهؤلاء اللاعبين ليس من ذنبهم أنهم ولدوا خارج مصر، ولنا فى منتخب الجزائر أفضل مثال على ذلك عندما قام محمد روراوة، رئيس اتحاد الكرة الجزائرى بتجميع اللاعبين مزودجى الجنسية من كل مكان فى أوروبا، والذهاب إليهم بنفسه لإحضارهم وتذليل كافة العقبات، التى تعوق انضمامهم للمنتخب والنتيجة هى منتخب جزائرى يصل إلى دور 16 فى مونديال البرازيل الأخير، ويخرج بالوقت الإضافى أمام بطل العالم ألمانيا.

المشكلة الحقيقية تكمن فى أننا نستطيع ولدينا كل الإمكانيات وخاصة الإمكانيات البشرية والمواهب ولكننا لا نصل إلى شىء، وهذا ما يسبب إحباطا للناس، فالحلول كثيرة ويمكن ببساطة أن تنفذ ولكن لابد من توافر النية لتطبيقها ولابد من التخطيط الجيد للوصول لأفضل النتائج فبدون تخطيط يتواجد الفشل، وإذا أراد المسئولون أن نبقى كما نحن فلنوفر أموال كرة القدم ونوجهها لمجالات أخرى يحتاجها الشعب المصرى، "ارتقوا فالكرة المصرية أصبحت فى القاع".











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة