فى أحيان كثيرة نجد أنفسنا سرحنا مع أنفسنا فى أشياء كتير، وروحنا فى عالم تانى ونسينا أنفسنا واحنا قاعدين مع أصحابنا فى قاعدة مثلا، ويقولك إيه ياعم انتا روحت فين انتا سرحت فين؟، تقوله ياه إيه أنا معاك ويقولك انتا سامع كنا بنقول إيه، تقول إيه شكلك يا عم موش معانا خالص، ترد عليه وتقوله الواحد انهاردة تعبان أوى من الشغل والحياة والدنيا، وتبدأ تحكى له ما أنت تعانى منه، ويقولك فضفض يا عم ده انتا شايل كتير على قلبك، تقوله ياه أصلى أنا شايل بلاوى.. وهكذا.
ولكن السؤال انتا سرحان فى إيه خيالك كان بيقولك إيه كان رايح بيك على فين؟ أى عالم كنت تتمنى من تعيش فيه وتحلم بيه أن يكون؟ وشكله عامل إيه ومناسب لك ولظروفك وحياتك وكلة شىء فية سهل وبسيط وجميل ويجعلك سعيدا، يعنى السرحان ساعات بيطول ويتحول إلى أحلام يقظة، وتحاول دائما أن تعيش وسط هذه الأحلام، وكلما تحاول كثيرا أن تتحول هذه الأحلام إلى حقيقة تجد صعوبات كثيرة تواجها وتصاب باليأس والإحباط، وتحاول إيجاد حلول لهذه المشكلات مرة أخرى، عن طريق ترك خيالك يسرح بيك مرة أخرى، فى محاولة إيجاد حلول لها، وأحيانا كثيرة تتحول أحلام اليقظة وحالات السرحان إلى مرض نفسى، إذا تكررت محاولات الفشل كثيرا، ويصاب الإنسان بالاكتئاب والإحباط.
وهنا عليه أن يتوجه إلى طبيب نفسى إذا فشل فى علاج نفسه، وأن يتقرب إلى الله وكثرة الاستغفار، خاصة بالليل وقت السحر، وأن يبدأ فى فتح صفحة جديدة مع نفسه، ويعرف إمكانياته وقدراته، ويتصافى ويتصالح مع الآخرين، ويبدأ فى وضع أهداف قريبة المدى يسهل تحقيقها، حتى لا يصاب بالفشل مرة أخرى، وهذا هو الفرق فى اعتقادى بين الإنسان الناجح العادى والإنسان الناجح المتميز المتزن المتواضع، وبين الإنسان الفاشل المتشائم دائما، وناقم على حياته، فأحلام اليقظة تختلف عند هذه النوعية من الأشخاص، فالإنسان الناجح يسعى دائما إلى عدم الرضا عن نفسه فى هذه الأحلام، ويسعى باستمرار إلى إنكار الذات، وإيثار الذات، ويطور أحلامه، ويترك خياله يبحر بسرعة كبيرة ويستفيد بكل دقيقة فى حياته، ويعرف كيف يستثمرها جيدا.
وهنا تختلف درجة النجاح من شخص إلى آخر حسب طموحاته وأحلامه التى لا تنتهى عند سقف محدد، ودائمة الصعود ولا تهبط، وإن حدث لها هبوط مفاجئ يستطيع أن يجتازه بسرعة كبيرة، ويكون سببا فى نجاحه على عكس الإنسان المتشائم والفاشل، الذى يعلق فشله على الآخرين، وأنهم ضده دائما وأبدا، وأنه هو أحسن منهم بس حاقدين عليه، ويصور لة خياله المريض ذلك ويصدقه، وينظر دائما إلى نصف الكوب الفارغ، وأنة لا أمل دائما فى أن تتحسن الأحوال والظروف، ولا يحاول أن ينظر إلى نفسه وكيف يستطيع أن يكشف عيوب نفسه، والحالة التى وصلت إليها من كل الجوانب الحياتية، وهنا يجب علينا إذا وجدنا هذه النوعية المتشائمة أن نحاول أن نتحاور ونتاقش معها بفكر هادئ وعقلانى ومتزن، وأن نثبت لها بالدليل القاطع أنها أخطأت وأن الحياة ليست سوداء بهذا الشكل، واحنا نستطيع أن نخرج أنفسنا من هذه الدائرة المغلقة بالعودة، بالعودة إلى الله وإلى كتابة العزيز وسنة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ونبدأ فى القراءة والتدبر إلى كل المعانى، ونفهم معناها جيدا، ونصل إلى درجة من الصفاء الروحى والذهنى، نتصافى ونتصالح مع أنفسنا ونبدأ فى التحاور مع أنفسنا بشكل أكثر موضوعية، يشمل كل الاتجاهات والأبعاد المحيطة بنا، ونفتح صفحة حوار مع أصحابنا بشكل مفتوح لجميع الآراء، وأن نبدأ فى وضع إطار وشكل مناسب نتعامل به فى حياتنا، سواء الأسرية أو العملية، أو شلة الأصدقاء، وهكذا.. لكن بدون سرح، وهنا فى فرق بين السرحان والسرح، ده هواية لدى الكثير من الناس يحب يسرح بيك، وياخدك ويجبيك، وساعات كتير تصدقه وساعات تقول عليه.. ولا بلاش.
أيمن مجدى أيوب يكتب: أحلام اليقظة وحالات السرحان
الأحد، 14 ديسمبر 2014 10:18 ص
شخص سرحان - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة