يكشف المفكر العربى الدكتور جمال سند السويدى، مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، وأستاذ العلوم السياسية فى كل من جامعة الإمارات، وجامعة ويسكونسن الأمريكية فى كتابه "السراب" الذى سيصدر قريبا، أن التطرف مقدمة للقتل ومرحلة سابقة له، فى إشارة واضحة إلى أن تجاهل الفكر المتطرف فى مراحله الأولى ستكون نهايتة الحتمية شيوع مثل هذا المستوى المذهل من العنف والإرهاب وسفك الدماء على يد منتسبى الجماعات الدينية السياسية فى مناطق شتى فى العالمين العربى والإسلامى.
كما يشرح المفكر العربى الدكتور جمال سند السويدى، مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، وأستاذ العلوم السياسية فى كل من جامعة الإمارات، وجامعة ويسكونسن الأمريكية، فى الباب الثانى من كتابه "السراب" العرض التاريخى والتحليلى لحالات تطبيقية اختارها المؤلف من الجماعات الدينية السياسية فى العالمين العربى والإسلامى، وذلك بحكم تصدر هذه الحالات لأبرز مظاهر التحولات السياسية التى يشهدها العالمان العربى والإسلامى منذ عام 2011، حيث وصلت إحدى هذه الجماعات الدينية السياسية ممثلة فى جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الحكم فى دول عربية عدة.
ويوضح المؤلف أن الإسلام كما يرى مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حسن البنا، لا يعترف بالحدود الجغرافية، ويرى العالم الإسلامى أمة واحدة مهما تباعدت أقطاره وتناءت حدود دولة دون أى اعتبار لسيادة الدول وخصوصياتها وغير ذلك من مقتضيات العلاقات الدولية فى العصر الحديث، وكذلك الإخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة، ويؤمنون بهذه الجامعة وينادون بأن وطنهم هو كل شبر أرض فيه مسلم.
ويمضى المؤلف قائلا: إن طموح الإخوان المسلمين نحو الوصول إلى السلطة، بعد أحداث ما سمى الصحوة العربية أو الربيع العربى فى نظر الكثير من المحللين والمراقبين، هذا الطموح يمثل أوج الانتهازية السياسية التى تقودها المصلحة بعيدا عن الثوبت والمبادء. لافتا إلى أنه على الرغم من وجود تباينات فى أداء الجماعة السياسى بحسب ظروف كل دولة ومتغيرات البيئتين الداخلية والخارجية، فإن تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين فى جمهورية مصر العربية تنطوى على فشل كبير كونها التجربة السياسية الوحيدة للجماعة التى أسدل الستار عليها نهائيا عقب ثورة شعب المصرى عليها فى الثلاثين من يونيو 2013، وإطاحة حكم الرئيس السابق محمد مرسى.
ويقول المؤلف الدكتور جمال سند السويدى، إنه لا شك فى أن تجربة حكم الإخوان المسلمين فى جمهورية مصر العربية تحديدا وما آلت إليه الأمور فيها ستفرز نتائج بعيدة المدى على مسيرة الجماعة، كون هذه التجربة قد حدثت فى الدولة التى شهدت تأسيس وتمدد الجماعة الأم، وانتشرت منها إلى عشرات الدول فى العالمين العربى والإسلامى، فضلا عن كونها تجربة ذات بعد استثنائى قياسا على أنها جرت فى أكبر بلد عربى من حيث تعداد السكان.
وأكد المؤلف أن التجربة السياسية المصرية للإخوان المسلمين انطوت على براهين واضحة تعكس تدنى قدرات الجماعة، ليس على مستوى الكوادر والكفاءات التى يمكن إسناد المناصب إليها دون خوف أو قلق على مصائر الدول وضمان حسن تدبير الأمر فيها. كما يشير استقراء جماعة الإخوان المسلمين من خلال هذا الفصل إلى تضارب شاسع بين المبادئ والتطبيق وبين المثالية الخطابية والانتهازية التنفيذية، فالجماعة لا تتوانى طوال تاريخها عن استغلال الظروف ومعطيات الواقع لتحقيق مآربها والسعى وراء أهدافها من دون أى قراءة حصيفة للمتغيرات المحيطة.
ويركز الفصل الرابع من كتاب "السراب" للمفكر العربى جمال سند السويدى، على الفكر السلفى وتياراته ويعتبره تيارا دينيا مؤثرا فكريا وعقائديا يقوم على أن صلاح حال الأمة يكمن فى العودة إلى جذور الدين الإسلامى الصحيح، وفقا لما كان عليه السلف الصالح، مشيرا إلى أن الجماعات السلفية – على تنوعها – تتفق فى أمور فيما بينها، إلا أنها تختلف فى أمور أخرى جذرية فرقت وباعدت بينها فى المنهج والأسلوب والأهداف.
كما يتناول الكاتب من خلال محاور عدة، تيارات الفكر السلفى، ويتعرض إلى نقطة بالغة الأهمية وهى علاقة السلفية بالوهابية( نسبة إلى محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة السلفية فى نجد)، قائلا إن هناك من الآراء ما يعتبر أنه لا فرق بين منهجى السلفية والوهابية، ويرى أنهما وجهان لعملة واحدة، وتستند هذه الأراء إلى أن الجانبين يتبنيان المعتقدات والأفكار ذاتها، وأن هذه الأفكار عندما تتبلور داخل الجزيرة العربية تسمى وهابية حنبلية، وعندما تصدر لخارجها يطلق عليها مسمى "سلفية"، فيما ينقل الكتاب عن أتباع فكر محمد بن عبدالوهاب رفضهم مصطلح "الوهابية" وأن الأمر يتعلق بمنهج العودة إلى الأصول ومحاربة البدع.
ويقول المؤلف إن محمد بن عبد الوهاب له مكانة كبيرة لدى أتباعهن لكنهم يرون أن ذلك لا يؤسس لمذهب إسلامى جديد، خاصة أنهم أعلنوا صراحة أن فكرهم هو العودة إلى الإسلام الصحيح على ما كان عليه السلف الصالح، والمبنى على كتاب الله وسنة رسوله(ص) والإجماع وفقا لمذهب الإمام أحمد بن حنبل، ومن تبعه مثل الإمام أحمد بن تيمية، ثم جاء محمد بن عبد الوهاب مجددا وداعيا للعودة إلى الأصول، فهو متبع لدعوة السلف وليس مبتدعا لها، ودعوة السلف لم يكن بها وهابية.
موضوعات متعلقة
وضع 42 قيادة إخوانية على قوائم الإنتربول وارسال نشرة حمراء بأسمائهم
المفكر العربى جمال سند السويدى يكشف حقيقة الإخوان المسلمين والسلفيين فى كتابه الجديد "السراب".. التجربة السياسية المصرية للإخوان عكست تدنى قدراتهم.. والسلفية والوهابية وجهان لعملة واحدة
الإثنين، 15 ديسمبر 2014 03:45 م
المفكر العربى الدكتور جمال سند السويدى
كتب مصطفى عنبر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة