السُنَّةُ هى الأصل الثانى من أصول الإسلام بعد القرآن الكريم، وهى كل ما يُنسب إلى النبى صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، وأمرنا بإتباعه والتعبد به، بل جاءت الآيات القرآنية لتدل على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقترنة بالإيمان بالله تعالى.
وفى هذه الأيام وجدنا على الساحة العربية والإسلامية جماعات كثيرة تدعى أنها جماعات سُنية تسير فى دعوتها واتجاهها العام وفق كتاب الله سبحانه وتعالى ووفق سنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبناءً على ذلك الادعاء انضم إليها الآلاف من الشباب المتحمس، وهى أبعد ما تكون عن السُنَّة، بل هى فى حقيقة الأمر ضد السُنَّة النبوية واتجاهها العام والأساسى.
فالجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة الآن والتى تزعم أنها جماعات سنية مثل الإخوان وأنصار بيت المقدس فى مصر وأنصار الشريعة فى ليبيا وجند الخلافة فى الجزائر وجماعة الشباب الإسلامية فى الصومال وطالبان بباكستان وأفغانستان وداعش فى العراق والشام تقوم فى الأصل على عدم قبول الآخر فمن ليس معها فهو ضدها وهو العدو الذى يجب محاربته وقتله والتنكيل به حيث وجد، ومن ثم كان هذا مخالفاً لما فعله النبى صلى الله عليه وسلم عندما قدم إلى المدينة المنورة، والذى آخى بين المسلمين جميعا فأصلح ما كان بين الأوس والخزرج وجعلهم أخوة متحابين وآخى بين المهاجرين والأنصار، وعقد المعاهدات مع اليهود الذين عاشوا لفترة فى أمان بجوار المسلمين بالمدينة وكانوا بإمكانهم أن يعيشوا فى سلام أبدى لولا نقضهم لعهودهم ومواثيقهم مع النبى صلى الله عليه وسلم، بل أن تعدد هذه الجماعات فى الأصل منافٍ لروح الدين الإسلامى الذى أمرنا بالاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق والتنازع والتشرذم فى جماعات مختلفة فيكون المصير الحتمى هو الفشل وضياع الهيبة والمكانة.
كما أن أوثق عُرى الإيمان فى الإسلام هو الحب فى الله، والبغض فى الله إلا أن هذه الجماعات قد استبدلت هذا المبدأ بمبدأ الحب فى الجماعة والبغض فى الجماعة، فمن كان معهم منحوه صفات تقترب من أوصاف الأنبياء، ومن لم يكن معهم نعتوه بأكثر ما قاله مالك فى الخمر.
كما كان هدى النبى صلى الله عليه وسلم واضحا عندما كان يرسل السرايا والجيوش لفتح الأمصار ونشر دين الله فكان يوصيهم بألا يقتلوا شيخاً ولا امرأة ولا معاهدا وألا يقطعوا شجرة أو يهدموا صومعة لراهب، أما هؤلاء فلا يتوانون عن قطع الرؤوس وإلقاء الأطفال من أعلى البنايات وتفجير أقسام الشرطة ومديريات الأمن ومحطات المترو والمدارس والجامعات وقتل النساء وترويع الآمنين وحرق الأخضر واليابس بدعوى الجهاد فى سبيل الله والله ورسوله منهم براء.
وهم فى ذلك كله متناسين هدى السنة المباركة فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من حمل علينا السلاح فليس منا"، ومن ثم كان هؤلاء المنتسبون للسنة النبوية المباركة سنيين ضد السنة.
تنظيم داعش
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة