سعيد الشحات

عبدالوهاب لعمار الشريعى: «بلاش عبط.. أنت مزعج»

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014 06:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان تجاهل عمار الشريعى لـ«سيد درويش» حتى سن الـ25 عاما مفاجأة لى، هو لم يخجل من الاعتراف بذلك، كان يرى أن «محمد عبدالوهاب» هو المشروع الحقيقى والأهم فى تاريخ الموسيقى العربية،حتى أحاله عبدالوهاب نفسه إلى سيد درويش: يا أستاذ أنت برقبة «سيد درويش»، يغضب عبدالوهاب: «استنى، استنى، متتسرعش كده، بلاش عبط، لما تقول كده يبقى مسمعتش سيد درويش، مينفعش كده يا حبيبى، عندك مانع أغنى لك «الحبيب للهجر مايل»، يرد عمار: «معقولة يا أستاذ يبقى عندى مانع».

عبدالوهاب على العود ومع سيد درويش: «الحبيب للهجر مايل/ والفؤاد ميال إليه/ من جفاه الدمع سايل/ يا ناس قولو لى أنا أعمل إيه/ يفوتنى ويصاحب العوازل/ هو جرى فى الدنيا إيه/ للجمال أنا قلبى يعشق»، انتهى عبدالوهاب من الأغنية، علق عمار: «حلوة عشان أنت بتغنيها يا أستاذ»، ينفعل الأستاذ غاضبا: «مالك، أنت مزعج ليه كده؟»، يأمره: «امسك العود وغنيها»، يرد: «أنا مش حافظ الكلمات»، يسد الأستاذ كل أبواب الهروب: «هغنى معاك»، يسأله عبدالوهاب بعد انتهاء الغناء: إيه رأيك يا حبيبى؟ يرد عمار: «الشهادة لله حلوة»، ينصحه الأستاذ: «بص لسيد درويش».

يواصل عمار تدفقه: «خرجت من عند عبدالوهاب دماغى بتلف، أنا أخذت الأمر منه، أخذت الأمر من أستاذى، اشتريت كل أسطوانات سيد درويش، بدأت الاستماع إليه بعين محايدة، عرفت قيمته وعظمته فى تاريخ الموسيقى العربية، عرفت إنه أساس نقل الأغنية من الصالون إلى الشارع».

مازلنا فى حضور محمد عبدالوهاب، أسأل عمار عن تأثيره عليه، يرد: «لا تتوقع أن أتكلم عنه كلاما علميا ولا موزونا»، أسأله: لماذا؟ يجيب: «لأنى بحبه»، أردت مناكفة عمار: «لكن فيه ناس بتتهم عبدالوهاب بأنه كان يقتبس موسيقاه، والبعض يتطرف فيتهمه بالسرقة» يرد: عبدالوهاب كان ضرورى حتى فى الاقتباس، فى لحظة تقديمه «فردى» للموسيقى العربية لم نكن نعرفه، ولا نعرف شيئا عن الغرب فى موسيقاه، وأنت تتكلم عن عبدالوهاب تكلم عن الحلم، لا نستطيع أن نمنع حقه فى الحلم العابر لحدود الوطن، موسيقاه هى نتيجة أحلامه، بنت أحلامه، بنت قلقه، بنت تفرده، وتصميمه على التجديد، لأحلامه مراحل، من أول «جفنه علم الغزل» حتى «الصبا والجمال» شوفنا «الروبما العربى»، عبدالوهاب سهر الليالى وتعب عشان يخلى ألحانه عربى صرف.

يواصل «عمار» وأنا أسمع مأخوذا: «عبدالوهاب استشرف البعيد، أراد إدخال المزيكا جوانا، لم يأخذ موسيقى الغرب طازجة، تعامل معها ليبدع نسيجه الخاص، كان متفاعلا وليس ناقلا، يأخذ الحاجة ويلطفها ويدلعها، عامل زى الصناعة اليابانية اللى تخطفك وتفضل بقوتها وشياكتها»، اقتباسه الوحيد غير المبرر كان السيمفونية الخامسة لبيتهوفن فى بداية «أحب عيشة الحرية»، الأغنية كانت تمشى من غير الاقتباس ده.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة