يانيس ريتسوس.. "هل عشت القبلة والقصيدة" طرق لمقاومة الموت

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 05:05 م
يانيس ريتسوس.. "هل عشت القبلة والقصيدة" طرق لمقاومة الموت يانيس ريتسوس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل عشت القبلة والقصيدة؟
إذن.. فلن يأخذ الموت منك شيئا

فى مدينة "تسالونيك" اليونانية وفى شهر مايو عام 1934، اتفق عمال التبغ على أن يخرجوا فى مظاهرة ضد السلطة الحاكمة بسبب الظروف الاقتصادية، وخرجت المظاهرة من شوارع عدة وشارك بها كثير من العمال الذين ضاقت بهم ظروف الحياة، وعند الميدان الرئيسى فى قلب المدينة وبعد أن بدأ العمال بالهتاف قامت الشرطة اليونانية بإطلاق النار على المتظاهرين فقتلت ثلاثين عامل تبغ وجرحت ما يقارب الثلاثمائة منهم.. ومن سوء حظ النظم الحاكمة المستبدة فى العالم وجود الشعراء.. ومن سوء حظ الشرطة فى اليونان وجود شاعر بقيمة يانيس ريتسوس الذى أغلق على نفسه بابه وفى ثلاثة أيام كتب قصيدته "أبيتافيوس" التى تخلد هذه الذكرى الدامية.. وقامت قيامة الحكومة التى صادرت القصيدة وأحالتها إلى محرقة الكتب أمام أعمدة معبد زيوس.. وبينما تتصاعد النار من الكلمات كان الشعب يردد الأناشيد خلف ريتسوس.

ما الأثر الذى يتركه ريتسوس فى النفس بعد معرفة حياته وشعره، يعد ريتسوس من أشهر شعراء الحسية والغنائية فى الشعر العالمى، حيث ينقل لك الإحساس بالحياة والموت معا عندما يتجسدان فى هيئة واحدة ويقتربان فيطلان من نافذة واحدة ويتحولان لوجهى عملة واحدة، فما دام الموت يسكن فى أحد الوجهين إذا فلنحب الحياة.. هكذا كانت حياة الشاعر اليونانى ريتسوس الذى طاره الموت من الصغر وكان يلوح له طوال الوقت متمثلا فى موت شقيقه وبعد ثلاثة أشهر والدته بعد أن تفشى مرض السل فى البلدة كلها، وظل السل يطارده طوال حياته، ثم تمثل له الموت فى هيئة أخرى فى والده الذى فقد أمواله قبل أن يفقد عقله ويدخل مصحة عقلية، كما طارده فى السجن فى الخمسينيات وكذلك اعتقاله وتعذيبه منذ 1967 وحتى 1974 فى ظل النظم المتسلطة.. أما الحياة فتمثلت له فى الشعر فكتب أكثر من ثمانين مجموعة شعرية، وعاش أكثر من ثمانين عاما فقد ولد 1909 وتوفى 1990.

وتعدّ أغلب قصائد ريتسوس انعكاساً للأحداث الدامية خلال النصف الأول من القرن العشرين، عندما كانت اليونان تمر باحتجاحات واضطرابات كبيرة بسبب الانهيار الاقتصادى والحربين العالميتين.

أكتب ليشرق النهار

الحرية والحياة هما الأرق الذى ظل يطارد ريتسوس طوال حياته وجدهما قليلا وهربا منه وظهرا له كشبح أحايين كثيرة، لكنه وهب نفسه للشعر والحرية، وذلك هو المتوقع من شاعر عانى ظلمة السجن والمنفى سنوات طويلة.

...









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة