من يختار الأسماء والشعارات للمشروعات فى مصر؟ وهل الاختيار يأتى بناء على دراسة واستطلاع صغير لرأى الخبراء والعاملين فى مجال الدعاية والتسويق وحتى علماء النفس والاجتماع؟ الشركات الكبرى وحتى الحكومات بقدر إنفاقها مئات أو مليارات الدولارات على إطلاق المشروعات الجديدة، تنفق على اختيار «اللوجو» أو العلامة التجارية أو الاسم للتميز والانتشار والتأثير القوى لدى المتلقى من الجمهور.
على سبيل المثال، شركات دبى التى أطلقتها الحكومة منذ نهاية التسعينيات تحولت إلى علامات تجارية مميزة ولافتة فى كل دول العالم مثل شركة «اتصالات» أو «إعمار» أو «جميرا».
وفى مصر لدينا نموذج «بورتو» الذى نجح فى غزو اللغة العربية باستخدامه فى عناوين الصحف وفى المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية، وحقق صاحب المجموعة ما أراد من تسويق وانتشار لمشاريعه فى مصر وخارجها.
هناك احتراف فى كل شىء الآن فى عالم تتحكم فيه لغة الاقتصاد و«البيزنيس»، والشركات العالمية أصبحت مثل الحكومات فى تأثيرها ونفوذها بتوظيف الدعاية والاعلام واستخدام الصورة بأشكالها المختلفة، ولا تترك شيئا للخطأ أو الصدفة حتى فى اختيار الشعار والاسم.
أقول هذا الكلام بمناسبة إطلاق شركة «أيادى» لتشغيل الشباب التى ظن عدد كبير من الأصدقاء أنها مشروع خيرى أو شركة قطاع خاص للاستصلاح الزراعى أو تصدير الحاصلات الزراعية أو جمع المعونات من أجل صناديق الخير فى مصر، رغم أهمية الشركة والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص فى المشروع الجديد لتشغيل الشباب فى مشروعات التنمية والاستثمار، لكنى توقفت عند اختيار اسم «أيادى»، ومن هو هذا الرومانسى الذى اختاره لمشروع كبير وضخم ومهم رأسماله 10 مليارات جنيه ويهدف إلى توفير فرص عمل للشباب فى مصر فى المشروعات الجديدة وفى مشروعات القطاع الخاص على مستوى الجمهورية.
الموضوع ليس بسيطا كما يعتقد البعض، لأن هناك استثمارات تضيع فى سوء اختيار شعار أو اسم للمشروع، سواء كان قناة تليفزيونية أو مشروعات عقارية كبرى فى سوق تنافسى كبير، وإلا ما الفائدة من إطلاق شعار أو اختيار اسم للشركة.. «أيادى» اسم لا يعكس أهمية وضخامة مشروع الشراكة الجديد بين الحكومة والقطاع الخاص لتشغيل الشباب فى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة