أسامة إمبابى سند يكتب: إبداع المصريين من خوفو حتى قناة السويس

الخميس، 18 ديسمبر 2014 08:05 ص
أسامة إمبابى سند يكتب: إبداع المصريين من خوفو حتى قناة السويس قناة السويس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس الملك خوفو وأمامه المعمارى المصرى النابغة مرإيب ليشرح مرإيب للملك ما توصل إليه فى بناء الهرم فأخذ يشرح عمله المجيد ويبين عظمته وكان الملك يستمع إلى صديقه الفنان غير أن الملك تذكر السنوات العشر التى مضت على بداية العمل فتملل وقال :
"مرإيب العزيز أنا مؤمن بنبوغك ولكن إلى متى التأخير وقد مضت على بداية العمل عشرة أعوام وحشدت لك فيها الملايين من الرجال الأشداء وعبأت لك خير الفنيين من شعبى العظيم ولم يظهر الهرم فوق الأرض حتى الآن"؟ فرد قائلاً: "نحن صنعنا فى تلك السنوات ما يعجز عن صنعه الجبابرة والشياطين فقطعنا من الجبال صخورًا وسويناها ونقلناها على السفن فى النيل من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وشققنا مجرى للماء يصل بين النيل وهضبة الأهرام". وفى تلك اللحظة يسأل الملك مرإيب سؤالاً أعتقد أننى أيضًا أريد الإجابة عليه وهو هل يعلم من ينحت الصخور ويشق الجبال ماذا يصنع يا مرإيب فرد مرإيب هناك طائفتان الطائفة الأولى وهى طائفة الأسرى والأغراب وهم قليلون فهؤلاء لا يدرون ماذا يفعلون تحركهم العصا ويسوقهم الجنود والطائفة الثانية وهم المصريون وأغلبيتهم من مصر العليا وهم أناس قوة تحملهم شديدة وصبرهم على الشدائد عظيم "وهم يعلمون ماذا يصنعون" تؤمن قلوبهم بالعمل الذى يهبونه حياتهم تراهم يا مولاى فى وهج الظهيرة وتحت نيران الشمس المحرقة يضربون الصخر بسواعد قوية وعزائم فتية، وهم ينشدون الأغانى والأناشيد وهنا انبسطت أسارير السامعين وسرت فيهم نشوة الفرح والفخار وظهر الرضا على وجه الملك خوفو وقام عن أريكته وقام الحاضرون وسار فى الشرفة وألقى نظرة بعيدًا إلى الهضبة الخالدة حيث يرقد على طرفها أبو الهول العظيم وتأمل منظر العمال وصفوفهم الطويلة ومشهدهم الرائع، وها نحن المصريون لم نتغير وها هى الأرض لم تتحرك وها هو التاريخ يعيد ذاته.

ولكن الفارق أن خوفو والمصريين القدماء كانوا يعملون من أجل أن يصنعوا مجدًا خالدًا وتاريخًا عظيمًا يفتخرون به هم وأحفادهم ولكننا الآن أحوج ما يكون للعمل الدءوب لا من أجل صناعة مجد نفتخر به فحسب وإنما من أجل حياة كريمة لنا ومستقبل مستقر ومشرق لأبنائنا، فها هم العاملون بمشروع قناة السويس الجديدة والقائمون عليه وكل من يشارك فى هذا العمل العظيم يعلمون أيضًا ماذا يصنعون فهم يعملون ليل نهار من أجل إنجاح تلك المشروع العظيم والانتهاء منه فى الوقت المحدد له فتحية لهم جميعًا.

والعيب كل العيب على من يقلل من شأن هذا المشروع أو يحاول التربص من أجل النيل من عزيمة وإصرار هذا الشعب العظيم الذى يسطر لنفسه تاريخًا جديدًا بعد عقود من الفساد والإفساد وقرون من الظلام الدامس تحت رحمة وسيادة شعوب لم تكن من مقومات الحضارة شيئًا، حيث كانوا يهرولون فى الجبال والصحارى لصيد الغزلان والحيوانات البرية وقتما كانت مصر لديها الجيوش والعجلات الحربية وغيرها من الآلات والمعدات الحديثة آنذاك.

فكان المصرى يزرع ويحصد ويخزن ما يكفيه ثم يبدع ويرسم وينحت ويصمم حيث الرفاهية ويصنع كل هذه الابداعات التى مر عليها آلاف السنين وما زالت تبهر كل من جاء لرؤيتها من كل بقاع العالم.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة