بعد مشاهدة مباراة الأهلى وحرس الحدود الأخيرة التى فاز فيها الأحمر بثلاثة أهداف نظيفة بأقل مجهود، تذكرت ألبير كامى، لأن مسعد عوض حارس المرمى الشاب «21 سنة» كان ضحية المعلقين والمحللين، اتهموه بالثقة الزائدة، وطوال المباراة ينتظرون كارثة منه، عوض لعب لأن شريف إكرامى وعادل عبد المنعم مصابان، لعب وهو يعرف أنهم اضطروا له، وأن الفرصة سنحت لكى يؤكد لهم أنه أكبر مما تخيلوا، غضب الغوغائيون منه لأنه «رقص» أحمد مكى فى منطقة لا يجوز فيها ذلك، جاريدو عبر عن ضيقه، وعبد الصادق قال إنه حذره من الثقة الزائدة، طارق سليمان قال إن صغر السن هو السبب، كسب الأهلى، وكان حارسه موفقا، لأن له شخصية، ورشيق، وكان ينبغى الفرح به.
ألبير كامى كان حارس مرمى جامعة الجزائر سنة 1930، وتعلم من مركزه فى الملعب أن الكرة لا تأتى مطلقا نحو أحدنا من الجهة التى ينتظرها منها، وتعلم أن يكسب دون أن يشعر بأنه إله، وأن يخسر دون أن يشعر أنه قمامة، وهذه حكمة شاقة كما قال إدواردو جاليانو، الذى شبه حارس المرمى بالمهرج الذى يتلقى الصفعات، والذى يقولون عنه فى أوروجواى إن المكان الذى يطؤه لا ينبت فيه العشب أبدا، الحارس وحيد، محكوم عليه بمشاهدة المباراة من بعيد، ينتظر وحيدا إعدامه رميا بالرصاص بين العوارض الثلاث، هو لا يسجل أهدافا، بل يقف ليمنع تسجيلها، ليس الأول فى قبض الفلوس، ولكنه الأول فى دفع الثمن، مسعد عوض سيكون له شأن عظيم، لأنه عبر عن نفسه بتلقائية، ولم يشغل نفسه بغربان التحليل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة