سامح جويدة

السياسة فن التعامل مع المتاح

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 11:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة فن التعامل مع المتاح وليس فن التخيل المرتاح، لذلك علينا أن نعى الواقع بكل ما فيه من مساوئ وإحباط ومتغيرات، وأن نتعامل سياسيا من خلال هذا الوعى وهذا الفهم للواقع، فمن العجيب مثلا أن تنصب كل مجهودات الشباب على قيادة المظاهرات وتنظيم الاعتصامات، وكأنهما الخيار الوحيد للرفض أو المعارضة، فالمئات أو الآلاف الذين نزلوا فى مظاهرات غضبا من براءة مبارك ظنوا أنهم سيحشدون الشارع خلفهم، ولكنهم فوجئوا بمجموعات من الإخوان تندس بينهم لتفرض على المظاهرات شعارات أخرى وأهدافا خبيثة، واكتشفوا أن الشرطة ستلاحقهم تبعا لقانون التظاهر، وأن الشارع كله ضد ما سببته هذه المظاهرات من فوضى ودخان وخراب.وليس هذا دليل بأى حال من الأحوال على سعادة الشارع ببراءة مبارك بالعكس، الناس مبهتة ومكتئبة وتائهة بعد هذا الحكم الصادم رغم أنه كان متوقعا.. فلا أوراق ولا أدلة ولا ضمير، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من أخفى حقيقة أو دلس فى شهادة أو حنث بيمين.سيظل مبارك ونظامه متهما ومشؤوما وموبوءاً إلى يوم الدين، فالأحكام القضائية تقيدها قوانين البلاد، أما التاريخ فيحكم كما يشهد العباد وتبقى العدالة الحقيقية فى السماء. ورغم كل هذا الرفض فإن المظاهرات لن تفيد، فالناس كرهتها ونبذت نتائجها الدموية، والدولة تشعر بأن من واجبها أن تستقر الأمور ولا تتجه إلى الفوضى، والإخوان يستغلون أى فرصة لاستغلالها لصالحهم، لذلك يجب البحث عن بدائل أخرى للمعارضة والرفض.يجب ألا نكرر الأخطاء فتركنا تنظيم الإخوان يخطف ثورة يناير، وتركنا الفلول تخطف ثورة يونيو وجلسنا ننتظر فرج الله، يجب أن يندمج الشباب فى الحياة السياسية دون أن يطلبوا عونا أو تمويلا أو تشجيعا من الدولة.يجب أن ينظموا أحزابا جديدة، وأن يفرضوا وجودهم وأفكارهم على الأحزاب القديمة، يجب أن يكون لهم دور فى جمعيات المجتمع المدنى والمؤسسات الأهلية. مهم جدا أن يكتسبوا قواعد فى الشارع، وأن يكونوا تكتلات اجتماعية وسياسية لها رؤية وتوجه وأفكار قابلة للتنفيذ والتطبيق.وأن تتعدد آليات الرفض، فبدلا من التظاهر ضد البراءة، يمكن أن نجمع أدلة للفساد أو أن نتتبع أمواله وثرواته هو وأولاده فى الخارج أو على الأقل لو قمنا بمظاهرات، فعلينا أن نلتزم بقانون التظاهر، أخذ الحق حرفة نجهلها منذ زمان طويل، وعلينا أن نتعلم كيف نحصل على حقوقنا بذكاء وبلا فوضى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة