بينى وبين خالد الصاوى مودة خاصة تمتد فى التاريخ لأكثر من ربع قرن، فقد تعارفنا فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى وتصادقنا، وجمع بيننا حب الفن والأدب والعدل والحرية، واشتركنا بالتمثيل معًا فى عرض مسرحى للهواة أخرجه المرحوم بهائى الميرغنى الذى قضى نحبه فى محرقة بنى سويف فى سبتمبر 2005، وأسهمنا معًا بنصيب فى تأسيس فرق المسرح الحر، إذ كون خالد فرقة «الحركة» المسرحية، وأسس كاتب هذه السطور فرقة «تمرد» المسرحية.. أجل «تمرد»، وقدمنا عروضنا فى أول مهرجان للمسرح الحر فى أكتوبر 1990.
لكنى هجرت المسرح وتفرغت للصحافة والرسم والرواية، بينما ظل خالد مخلصًا للتمثيل، ومع ذلك وحدتنا الرغبة الجارفة فى تغيير المجتمع إلى الأفضل، وهكذا طافت بنا الأيام على أجنحة اليسار ففهمنا وناقشنا وأدركنا، ولم ينس خالد غرامه بالشعر، فأبدع ديوانه الأول «نبى بلا أتباع» الذى أثبت من خلاله أنه شاعر خلاق يعرف فضيلة تكثيف اللغة وتفجير طاقاتها المخبوءة، ولم يتخل عن افتتانه بالمسرح، فقدم أحد أجمل العروض المسرحية وهو «اللعب فى الدماغ»، وبعدها عرف طريقه إلى السينما وسحرها، فهرع نحوه المخرجون والمنتجون عندما اكتشفوا موهبته التمثيلية الجبارة.
أجل.. خالد ممثل مثقف، وما أندر هؤلاء فى زماننا، لذا يغوص فى أحشاء الشخصية التى يتقمصها لدرجة تجعل النشوة تعتريك حين تراه على الشاشة، فتتذكر كبار النجوم المصريين والأجانب الذين أمتعونا بأدائهم المدهش أمثال زكى رستم ومحمود مرسى وسبنسر تراسى وتشالز لوتون.
أذكر أننى دعوته لحضور احتفالات مجلة «دبى الثقافية» وتفضل رئيس التحرير الأستاذ سيف المرى وكرمه ومنحه درع المجلة، كما أذكر أن النادى الثقافى العربى بالشارقة دعاه لتقديم أشعاره فى أمسية كانت فاتنة، وقد توليت مهمة إدارة الأمسية التى حضرها مبدعون ومهتمون من معظم البلدان العربية، فصفقوا له كثيرًا ودهشوا لمهاراته الشعرية، كما فتنتهم براعته فى فنون التقمص والتمثيل.
أمس كتب خالد فى تويتر أنه مريض بفيروس سى وأنه لا يستجيب للعلاج، فانزلقت من عينى دمعتان، وتذكرت أنه هاتفنى قبل أيام قليلة وطمأننى على صحته، فهمس خاطرى: «صديقى خالد.. سلامتك».
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عزيمتك ستنتصر على المرض يا خالد - باذن الله تشفى وتعود لامتعانا بفنك من جديد
بدون