الرئيس الأمريكى يبدأ فى تدشين مرحلة جديدة بالعلاقات بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وطى صفحة من المعاداة.. وتقارب الصين وروسيا للجنوبيين وفقدان الديمقراطية بالكونجرس أصبحت مصدر قلق لأوباما

الأحد، 21 ديسمبر 2014 11:25 ص
الرئيس الأمريكى يبدأ فى تدشين مرحلة جديدة بالعلاقات بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وطى صفحة من المعاداة.. وتقارب الصين وروسيا للجنوبيين وفقدان الديمقراطية بالكونجرس أصبحت مصدر قلق لأوباما الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما التقرب إلى دول أمريكا اللايتينية لاكتساب الأغلبية الديمقراطية بالكونجرس بعد أن فقدها، ولأن كوبا وفنزولا من أكثر الدول المعادية للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإنه قرر إعادة العلاقات مع كوبا، وذلك بعد ربع قرن بعد سقوط جدار برلين، وذوبان الجليد بين البلدين الذى جاء بعد اتفاق تبادل 2 من سجناء الولايات المتحدة الأمريكية فى كوبا مع 3 كوبيين فى الولايات المتحدة، ولكنه من ناحية أخرى يقوم بالضغط على فنزويلا بفرض عقوبات ضد فنزويلا التى تواجه قانونا أمريكياً يستهدف المسئولين الفنزويلين المتهمين بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، من بينها ما يرتكب ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة.

وعانت دول أمريكا اللاتينية طويلا من التدخل الأمريكى فى شئونها الداخلية وفرض سياسات خاصة على قادتها وأيضا تنامت فى أمريكا اللاتينية مشاعر معادية للولايات المتحدة، ولكن بدأ أوباما فى تدشين مرحلة جديدة فى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية وطى صفحة من تاريخ ملئ بالمعاداة.

وترجع العلاقات المتوترة بين نصفى القارة الأمريكية إلى عام 1823 عندما أطلق الرئيس الأمريكى جيمس مونرو مبدأه الشهير الذى سعت واشنطن من خلاله لإدخال سائر البلدان الواقعة فى الجنوب تحت سيطرتها.

وأمريكا اللاتينية تعتبر الآن غابة بأشواك للولايات المتحدة بعد أن كانت حديقة تتبعها، حيث تحولت إلى مجرد مجال حيوى بالمعنى الإستراتيجى الأمنى لواشنطن وتهديد يأكل من مكانة القوة العظمى وينال من هيبتها، ولم تعد أمريكا اللاتينية منطقة تابعة اقتصاديا للولايات المتحدة التى استغلت ثروات الكثير من بلادها لفترة طويلة.

ورأت الولايات المتحدة أن الوقت حان لاستعادة نفوذها ومكانتها فى أمريكا اللاتينية، لذلك فإنها فرضت فى بداية الأمر حصارا اقتصاديا على كوبا، لكن انتهى بإعادة العلاقات مع كوبا والآن جاء الدور على فنزويلا وفرض العقوبات الأمريكية.

وكان معهد برونكينجز أصدر فى 2008 تقريرا يوصى بإعادة تقييم سياسة الولايات المتحدة تجاه أمريكا اللاتينية، خاصة فى مجال محاربة المخدرات وانتهاج دبلوماسية التقارب مع كوبا، موجها دعوة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بوضع أمريكا اللاتينية فى صلب اهتماماتها الخارجية، ومن بين أهم التوصيات اللافتة التى تضمنها التقرير تغيير شبه كلى للسياسة الأمريكية تجاه كوبا، إذ يدعو إلى رفع جميع قيود السفر نحوها المفروضة على الأمريكيين، والتواصل أكثر مع الدبلوماسيين الكوبيين، فضلا عن شطب كوبا من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب.

وفيما يحجم التقرير عن توجيه انتقادات مباشرة لإدارة الرئيس السابق بوش، أكد فى المقابل أن العلاقات مع أمريكا اللاتينية دخلت فى السنوات الأخيرة مرحلة من الفتور بسبب اهتمام الإدارة بقضايا عالمية أخرى.

كما أن من بين التهديدات التى توجه للولايات المتحدة من خلال أمريكا اللاتينة روسيا التى استعادت مواقع نفوذها فى القارة اللاتينية والحصول على بعض التسهيلات العسكرية وإجراء بعض المناورات بين سلاحى الطيران والأسطول الروسيين مع بعض الدول اللاتينية، وفى أواخر 2008، قام الرئيس الروسى، ديمترى ميدفيديف، بجولة فى أمريكا اللاتينية لمدة 7 أيام، شملت البيرو والبرازيل وفنزويلا وكوبا، وكانت حصيلة المحادثات الروسية مع دول أمريكا اللاتينية إيجابية، حيث تم الاتفاق بين روسيا والبرازيل على التعاقد على شراء 15 طائرة مروحية عسكرية من طراز "مى-35"، وعدد من مروحيات "مى-17-1ف". وشملت هذه العقود طائرات برمائية روسية من طراز "بى-103".
كما تم توقيع اتفاقية بين روسيا وبيرو لإنشاء مركز لصيانة مروحيات روسية من طراز "مى-8" و"مى-17" و"مى-26ت". كما وقعت فنزويلا عقودا عسكرية بلغت قيمتها نحو 3.8 مليار دولار. ومن المتوقع أن يتم الاتفاق على تجهيز القوات الفنزويلية بمنظومات للدفاع الجوى ومدرعات من طراز "ب إم ب-3"، ودبابات من طراز "ت-72"، وطائرات قتالية من طراز "سو-3 ". واستقبلت موسكو رئيس نيكاراجوا، دانيال أورتيجا، خلال يناير 2009، فى إطار استئناف العلاقات مع روسيا.

كما هو الحال مع الصين التى أستفادت من توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. فعلى سبيل المثال، وقعت الصين خلال 2009 فقط صفقات نفطية تصل قيمتها إلى 23 مليار دولار مع فنزويلا والبرازيل والإكوادور، بل حتى كولومبيا التى تعتبر أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة، دعت بكين إلى تعزيز استثماراتها فى البلاد.

ولم تكن هذه أول مرة يحاول فيها أوباما التقرب إلى أمريكا اللاتينية، حيث إن فى خلال القمة الخامسة للأمريكتين كان يتطلع إلى فتح عهد جديد من الشراكة المتكافئة والمبنية على الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وكان فى هذا الوقت فاجأ أوباما الحضور بمد يده لمصافحة الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو شافيز وهو أحد أشرس منتقدى سياسة واشنطن والذى قال فى هذا الوقت أنه يرغب فى أن يكون صديقا لأوباما.
الباييس: بعد إعادة العلاقات مع كوبا.. أوباما يؤكد على العقوبات ضد فنزويلا









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة