صنع الله إبراهيم فى رواية "برلين 69" يدين العالم ويهاجم الأيديولوجيا

الأحد، 21 ديسمبر 2014 01:11 م
صنع الله إبراهيم فى رواية "برلين 69" يدين العالم ويهاجم الأيديولوجيا الكاتب الكبير
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رواية "برلين 69" للأديب الكبير صنع الله إبراهيم وثيقة مهمة لجيل من الأدباء حول الصراع الفكرى، تجعلك فى مواجهة الأفكار الاشتراكية فى قوة مجدها، ليس الآن بعد شيخوخة هذه الأفكار نوعا ما، لكن هذه الأفكار هى جوهر الجدل فى منطقتنا العربية الآن.

الرواية لا تعكس حال ألمانيا بشقيها الشرقى والغربى فقط، بل ينقل تاريخ الصراع العربى – العربى، والعربى الأجنبى، ومصر وإسرائيل وطريقة التفكير العربية ورؤيتها للأشياء.

لكن ذلك كله لا يأتى فى أفكار جافة ومجردة، بل فى صورة حية تمثلت فى "صادق الحلوانى" الذاهب لبلاد الاشتراكية بحثا عن الثقافة بمعنييها الضيق والواسع وكان حظه أن ذهب إلى مكان يفصل بين الاشتراكية والرأسمالية جدار بالمعنى المادى والحرفى لكلمة جدار.

كل الشخصيات التى التقاها "صادق" فى رحلته لم تحقق مفهومه عن الثقافة التى كان يرجوها ويبحث عنها، لقد وجد فى كل الأماكن التى ذهب إليها شروخا فى الأرواح وآلام جمة فى الأجساد.

المدخل الذى فى أول الرواية هو الصوت الأقوى والواضح لصنع الله إبراهيم، حيث صدر صورة تتعلق بالمصريين الذين يفقدون حياتهم فى مياه البحار الغريبة منذ بداية التسعينيات والدخول فى الألفية الجديدة وما زال، وبين مكانة الشاب المصرى فى فترة الستينيات، حيث كانت ترحب به كل الدول، لكن صنع الله دخل أكثر إلى الأزمة النفسية التى يعانى منها الشباب العربى بوجه عام فى كل العصور والأزمنة.

إنه الكبت الذى ينتج حياة مشوهة وصورة مضطربة للنفوس وربما يدفعها لتكون نفوسا سوداوية وتصبح ممارستها لمهاجمة الآخر أو لإلغائه لا يحتاج تبريرا.. فرغم أن "إنجمار" كانت تبحث عن الاستقرار وأعلنت أنها مستعدة لإنجاب طفل جديد، لكن "صادق" قطع علاقته بها حتى دون أن يعطى للقارئ سببا لهذا الفعل، زلم يشرك القارئ ولم يهتم بأن يكسب تعاطفه لدرجة أن "إنجمار" اختفت تماما من الرواية.

فى هذه الرواية تسير الحياة بشكل دائرى والتى تتقدم هى الأحداث الخارجية، والتى تلقى بخطوط باهتة على هذه النفوس التى يحاصرها الجليد فى الشوارع ويحاصرها حائط برلين ويظل الممنوع مرغوب، وتظل المراوحة بين الحميمية والأهل فى برلين الاشتراكية وبين الماديات الغربية التى تفرضها الرأسمالية هى المقصودة من هذه الجدلية الكبرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة