«أم كلثوم قصة كبيرة، تاريخ ممتد»، خمس كلمات قالها عمار الشريعى فى بدء الحديث عن كوكب الشرق، والذى تم فى أكثر من جلسة، بعضها بترتيب وأخرى بلا ترتيب، كان سرده لما حدث بينه وبين الموسيقار محمد عبدالوهاب حول قصيدة «حديث الروح» كلمات الشاعر الباكستانى محمد إقبال، بمثابة قص الشريط للحديث عن أم كلثوم.
قلت له إن أم كلثوم ولدت فى عصر الخديو عباس حلمى الثانى، وبدأت الغناء وهى طفلة فى عهده، وتجولت فى قرى محافظتها «الدقهلية»، ثم جاءت إلى القاهرة فى عهد السلطان حسين كامل، وبدأ مشروعها الغنائى فى عهد الملك فؤاد، وأصبحت سيدة الغناء فى عهد الملك فاروق، ومر عليها اللواء محمد نجيب فى فترة حكم قصيرة استمرت نحو عامين بدأت بعد ثورة 23 يوليو 1952، ثم جاء جمال عبدالناصر ليعطى غناءها معنى مختلفًا، وعاصرت أربع سنوات فى عهد السادات حتى رحلت.
قال: «كان فيه حكام آخرين فى رحلة أم كلثوم ورحلة النغم معها، حكام جمهورية أو مملكة الموسيقى إذا جاز التعبير، الشيخ أبوالعلا محمد، الدكتور أحمد صبرى التجريدى، محمد القصبجى، زكريا أحمد، رياض السنباطى، محمد عبدالوهاب، كمال الطويل، محمد الموجى، بليغ حمدى، سيد مكاوى، كلهم أعطوا لغنائها معنى»، سألته عن حدود التأثير والتأثر بالأوضاع السياسية، أجاب: «هذه مسألة أساسية بلا شك»، وأضاف ضاحكًا: «تعالى نحسبها»، قلت: «نحسبها» قال: «خلينا نتكلم عن مرحلة الزخم، مرحلة ثورة 23 يوليو 1952، الموسيقى والأغنية انتقلت فيها نقلة هائلة، دخلت على العصر بجد، لأول مرة تكون الأغنية سلاحًا أقوى من الذخيرة، سلاحًا تجيد القيادة السياسية الضرب به»، يضيف: «خد بالك، هقول رأيى وهو مبنى على استنباط واستقراء شخصى».
يبدأ عمار فى تدفق جديد، يتجلى، الفكرة تسلم فكرة: «لما قامت الثورة كانت توجد بالفعل كوادر فنية راسخة، واسمح لى باستخدام تعبير كوادر، نذكر منها على سبيل المثال أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، وكانت أمام القيادة السياسية ثلاثة اختيارات، الأول الاعتماد على الموجودين، وهنا قد تقع فى محظور اتهامها بفقدان مصداقيتها، بالقول إن الذين سيغنون لها غنوا للملك فاروق، وبالتالى فهى سكة ألغام لا تضمن نتائجها». يواصل عمار: «الاختيار الثانى هو تخليق الثورة كوادر تحمل فكرها، تحمل ما تفعله من خير أو شر، أى تعبر عنها بشكل كامل، أما الاختيار الثالث فكان إمساك العصا من الوسط، بتخليق قيادات أو كوادر جديدة مع استمالة القدامى الموجودين، وهو ما حدث بالفعل»، يؤكد عمار: الشخصية المصرية كانت مؤهلة للثورة، والفنانون هم تعبير عنها وهم منها، ودليلى أن عبدالوهاب قبل الثورة بعام قدم رائعته «نشيد الحرية» تأليف كامل الشناوى، وأم كلثوم عملت بعد الثورة مباشرة قنبلتها «صوت الوطن»، وليلى مراد عملت «الاعتماد على الإله القوى»، وغيرهم، كان هناك احتشاد من الفنانين المستعدين للثورة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة