أصبحت دول العالم كما لو كانت فى حلبة سباق دائمة، هناك دول تفوز بالسباق كل عام وأخرى تنافس، والباقى يحاول التقدم والبعض يتدهور ويتخلف عن مسيرة التقدم، ويبقى دائما الإنسان وصحته ورفاهيته محورا ومقياسا للتقدم ومن أهم أساسياته.
وفى نهاية هذا العام يجب أن نسأل أين وصلت مصر فى هذا السباق وأين هى بين الدول فى مستوى الحرص على صحة الإنسان وحياته؟
فى هذا الملف ومن خلال رصد للوضع الصحى فى مصر يمكننا بشىء من المقارنة البسيطة لبعض الصور الإجابة عن السؤال "إحنا فين وهما فين".
إحنا فين
المرتبة الأولى فى الإصابة بفيروس سى.. والأوائل فى حوادث الطرق والسحابة السوداء الزائر الذى لا يخلف موعدا وفى 2014 المدارس سلخانات الطلبة والمرأة تلد فى الشارع
مصر من الدول الأولى عالميا فى حوادث الطرق
من أبشع حوادث الطرق التى وقعت هذا العام تفحم 17 تلميذا فى حادث سير أثناء توجههم إلى مدرسة بالبحيرة، وتوالت على مدار العام الكوارث المرورية التى راح ضحيتها آلاف الأرواح، دون أن تتقدم الحكومة المصرية خطوة واحدة للإمام لتجنب تكرار تلك الحوادث، حتى تحول قراءة أخبار الأرواح المزهقة على الطرق إلى روتين المصريين اليومى.
وقد احتلت مصر مركزا متقدما على مستوى العالم فى عدد حوادث الطرق تبعا لتقرير منظمة الصحة العالمية.
إحنا هنا
مدارس مصر سلخانة الأطفال
التعليم أساس تقدم الشعوب ولكن فى مصر تحول التعليم إلى أداة لتحديد النسل، وهذا العام بشكل خاص كان عاما مشؤما على التلامذة وحمل أكبر عدد من حوادث المدارس على جميع المستويات الخاصة والحكومية.
فقد توفى طفل نتيجة سقوط لوح زجاج نافذة الفصل على رقبته، وتوفى آخر بعد انهيار نافورة الحديقة عليه، كما أصيب المئات على مستوى محافظات مصر بحالات تسمم بعد تناولهم للوجبات الغذائية المدرسية والتى تشرف عليها وزارة التعليم.
إحنا هنا
فى مصر المرأة تموت أثناء جراحة بسيطة أو أشعة صبغة
وفاة نادين شمس
"فى الثانى والعشرين من مارس توفت الكاتبة الشابة نادين شمس أثناء خضوعها لعملية جراحية"، وهو خبر يمكن أن تقرأه فى جريدة لأى دولة على مستوى العالم، ولكن فى مصر الخبر له أبعاد أخرى وخاصة عندما تكون العملية الجراحية من العمليات ذات درجات الخطورة المنخفضة، والطبيب الذى أجراها على درجة عالية من التمرس والشهرة ،ورغم ذلك فسبب الوفاة (خطأ طبى).
وفاة هبة العيوطى
"أشعة صبغة على الأنابيب" من المفترض أنها إجراء طبى بسيط ويجرى آلاف المرات يوميا، ولكن على الرغم من خضوع هبة لتلك الأشعة فى مستشفى من أكبر مستشفيات مصر، وعلى يد أشهر أطباء النساء إلا أن ذلك لم يشفع لها، وتعرضت لخطأ طبى أودى بحياتها، فقد استبدل طبيب الأشعة مادة الصبغة بأخرى مطهرة أدت إلى احتراق أعضاء جسد هبة، وعلى الرغم من علم طبيب النساء الشهير بحالتها، إلا أنه لم يحرك ساكنا لوقف الخطأ، وكل ما سعى إليه هو التعجيل بخروجها من المستشفى لينفض يده من المسئولية.
إحنا هنا
فى مصر سيدة تلد فى الشارع والكاميرا تصور والمستشفى تغلق أبوابها
فى شهر أكتوبر من هذا العام وقعت فضيحة طبية جديدة انضمت لمسلسل الإهمال الطبى فى مصر، حيث رفض طبيب التوليد بالمستشفى العام بكفر الشيخ استقبال سيدة فى حالة وضع، وهو ما أدى إلى خروجها من المستشفى، وهى على وشك الولادة لتلد طفلها على الرصيف، على مرأى ومسمع الجميع بل تم تصوير الواقعة بالفيديو الذى انتشر على مواقع التواصل الإلكترونى لتصبح فضيحة مكتملة الأركان للنظام الصحى فى مصر.
إحنا هنا
السحابة السوداء الزائر السنوى للمصريين وعمرها ما بتخلفش ميعاد
فى كل عام تتصبغ سماء المحروسة سوادا، نتيجة حلول موعد الزائر الثقيل على صدر المصريين، سنوات مضت على تلك الزيارة وتوالت الوزارات وتغيرت الحكومات والرؤساء، ومازال الجميع عاجز على الحل، وهو وضع مصر على قمة الدول الأعلى فى نسبة التلوث تبعا لتقرير منظمة الصحة العالمية، الذى أوضح أن وضع التلوث فى مصر ارتفع بشدة فى السنوات العشر الأخيرة، بعد أن أصبحت نسبة التلوث أعلى 20 مرة من نسبتها المعتادة.
وأرجع التقرير السبب الرئيسى للتلوث فى مصر إلى محطات الكهرباء، وعوادم السيارات، بالإضافة إلى استخدام طرق غير مشروعة فى التخلص من النفايات عن طريق حرقها .
إحنا هنا
مصر الأولى فى الإصابة بفيروس c
فى تصريح لوزير الصحة المصرى هذا العام أكد أن مصر تحتل المركز الأول عالميا فى نسبة الإصابة بفيروس "سى".
فيما يوضح تقرير منظمة الصحة العالمية الأسباب التى أدت إلى احتلال مصر هذا المركز، وترجع أغلبها إلى انخفاض مستوى درجات الحماية من العدوى الذى تتبعه جميع مستشفيات مصر، وهو ما يساعد على زيادة نسب انتقال عدوى الفيروسات المختلفة فى غرف العمليات بشكل خاص.
هما فين
الست اليابانية الأطول عمرا.. وكندا ستزرع أشجارا للحوامل ليعيشون فى مساحات خضرا.. ودورات تدريبية للطهاة فى تايلاند لإعداد وجبات مدرسية جذابة
الوضع يختلف فى دول أخرى سبقتنا بمراحل فى مجال الاهتمام بصحة الإنسان، وهو ما يظهر فى نقاط واضحة
كولومبيا تقدمت فى السباق بعد تحسين الطرق وتشجيع المواطنين على ركوب الدراجة
ووفقا للتقرير السنوى لمنظمة الصحة العالمية، فإن العديد من دول أمريكا الجنوبية وخاصة العاصمة الكولومبية "بوجوتا"، تقدمت بصورة ملحوظة فى مجال النقل، وهو ما أدى إلى خفض نسبة الحوادث بل وساعد على تنقية الهواء وانخفاض معدلات التلوث، وقد شجعت الدولة المواطنين على استخدام وسائل النقل الآمنة، مثل الدراجات وعملت على تحسين جودة الطرق، وتمهيدها لهم بشكل آمن ومشجع لاستخدام تلك الوسائل.
تايلاند استغلال للوجبة المدرسية
فى تايلاند استغلوا الوجبة المدرسية بطريقتين، الأولى تحسين ظروف المعيشة والثانية إمداد الطلاب بوجبات صحية، وقامت الدولة بطرح برامج تدريبية لتحسين جودة التغذية وتدريب المدرسين والطهاة على كيفية إعداد وجبات صحية تناسب ميزانيتهم، وتقدم للأطفال فى صورة جذابة صحية وتعمل أيضا على رفع مستوى ذكائهم.
بريطانيا يعالجون سمنة الأطفال بالوجبة المدرسية الصحية
بعد ملاحظة ارتفاع نسبة البدانة بين الأطفال فى بريطانيا اهتمت الدولة بتقديم بدائل للوجبات السريعة والوجبات الدسمة، التى يتناولها الأطفال بأخرى صحية ومنخفضة السعرات والمواد الحافظة، وذلك داخل أسوار المدرسة مع تدعيم الدولة لبرنامج يهدف إلى انتقاء المكونات الغذائية التى يتناولها الأطفال داخل مدارسهم بما يساعد على زيادة معدلات ذكائهم وخفض نسبة البدانة التى يعانون منها.
اليابان احتلت المركز الأول فى ارتفاع متوسط عمر النساء
فى تقرير منظمة الصحة العالمية هذا العام احتلت اليابان المركز الأول فى ارتفاع متوسط عمر النساء، ليصل لـ(87 عاما)، وترجع الأسباب إلى مستوى التأمين والرعاية الصحية التى تلقاها النساء بشكل خاص فى تلك الدولة، وهو ما ساعد على دخول المعمرة اليابانية (ميساو أوكاوا) ذات الـ 116 عاما موسوعة جينيس هذا العام كأكبر معمرة فى التاريخ.
فى كندا الدراسات تنصح الحوامل بالعيش فى أماكن خضراء وتدعو الحكومة لزرع المزيد من الأشجار فى المدن لأجل سلامتهن الإنجابية
فى كندا أجروا دراسة تفيد بأن معيشة النساء الحوامل بالقرب من المناطق الخضراء يحسن حالتهم الصحية ويقلل من مخاطر الولادة المبكرة والتعرض للجراحة القيصرية، كما يعمل على تجنب ولادة أطفال ناقصى الوزن.
وأوصت الدراسة بضرورة اهتمام الدولة بزيادة نسبة المساحات الخضراء وزرع مزيد من الأشجار والزهور فى المدن لمنح النساء فرص آمنة للولادة.
أيسلندا الأقل تلوثا وكندا والسويد فى قمة القائمة وأمريكا الجنوبية تنافس
فى تقرير منظمة الصحة العالمية أغسطس الماضى أظهرت النتائج احتلال أيسلندا قمة الدول الأقل تلوثا على مستوى العالم، معزية ذلك لطبيعة مناخها البارد، فيما تنافست كندا والسويد على المركز التالى نتيجة لالتزامهم بتطبيق قوانين حماية المواطنين من تلوث المصانع وعوادم السيارات، كما تقدمت هذا العام بعض دول أمريكا الجنوبية مثل كولومبيا ونافست بشدة على المراكز التالية بعد تطبيقها سياسات جديدة لحماية البيئة.
أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية تحققان أعلى نسب أمان من انتقال العدوى الفيروسية
أقل من 1% هى النسبة التى حددتها منظمة الصحة العالمية لمعدلات انتقال العدوى بفيروسات الكبد فى دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، محققين بها أعلى نسبة آمان عالمية من انتقال العدوى، وترجع الأسباب وراء ذلك إلى ارتفاع معايير الأمان التى تفرضها حكومات تلك الدول على المستشفيات والرقابة المستمرة على تطبيقها.
بالصور.. صحتنا وصحتهم فى 2014.. مصر تحقق مراكز متقدمة فى حوادث الطرق والسحابة السوداء والأولى فى فيروس سى والحامل تلد بالشارع.. كندا تزرع أشجارا للأمهات ليعشن فى مساحات خضراء وأيسلندا الأقل تلوثا
الإثنين، 22 ديسمبر 2014 12:23 م
العالم أقل تلوثا وأكثر نقاء وجمالا ومصر فى مؤخرة الدول
كتبت سارة حجاج
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة