طقس السياسة شديد التقلب، ويشبه إلى حد كبير طقس شهر «أمشير»، يوم رياح و«زعابيب»، ويوم حار وساخن، لذلك فإن الذين يراهنون، على المواقف السياسية سيكونون عرضة للإصابة بعدة أمراض ما بين الإنفلونزا والحساسية والرمد وغيرها من الأمراض المعدية. لذلك فإن مراهنة مواطن أو جماعة أو تيار على دولة بعينها، تسير عكس اتجاه سياسة وطنه الأصلى، فكأنما ألقيت بنفسك فى دوامة مياه شديدة الخطورة، وستلقى مصيرا محتوما لا محالة وهو «الغرق»، وجماعة الإخوان الإرهابية التى راهنت على قطر وتركيا، فإن طقس السياسة، والغيوم قد انجلت، وأصبحت سماء الدوحة والقاهرة صافية - حتى الآن - وتم إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر.
والسؤال الآن، ماذا سيفعل العاملون المصريون من الذين ألقوا بأنفسهم فى أحضان قناة الجزيرة، بعد إغلاقها؟ وهل سيشدون الرحال إلى تركيا أم يعترفون بأخطائهم فى حق وطنهم وشعبهم، بعد سلسلة الشتائم والإهانة العلنية، على شاشة قناة حملت كل أنواع العداء، والانحطاط فى الخصومة، ويعلنون عن أسفهم وندمهم علانية أيضا؟ خاصة أن حكومة أنقرة بدأت تردد نغمة ضرورة المصالحة مع مصر، بعد اعتراف كل دول العالم بالنظام الحالى فى مصر.
لم تدرك جماعة الإخوان أن اللجوء والاحتماء بالدول التى تناصب مصر العداء كمن استعان بالنار من الرمضاء، وأن الإساءة إلى مصر وشعبها وجيشها لن يعصمهم، أو يحصنهم من غدر الزمان، وأنه سيأتى يوم قد لا يتمكنوا فيه من جمع متعلقاتهم ووضعها فى حقائب السفر، قبل توجههم إلى المطار، فى وجهة غير معلومة، وهو نفس الفخ الذى وقع فيه العاملون فى قناة الجزيرة، ويبدو أن قدرات أعضاء الجماعة الفكرية، فقيرة إلى حد القحط، ولا يتمتعون بقريحة تعينهم على التفكير الصحيح. والسؤال المنطقى الآن، متى نجد قناة الجزيرة «الأم» تذيع أغنية تسلم الأيادى، وأيضا بشرة خير، على شاشتها؟ ودلالة إذاعة الأغنيتان ستكون كبيرة وعميقة، وتؤكد أن هناك مصالحة حقيقية على الأرض، وليس كلاما دبلوماسيا، خاضعا لتقلبات الطقس السياسى.
جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها ومن ارتموا فى أحضانهم تلقوا رصاصتين للرحمة فى نفس التوقيت، خلال الساعات الماضية، الأولى وجهها الشعب التونسى باختياره «السبسى» رئيسا، ليفقدوا كل السلطات «البرلمان والحكومة والرئاسة» فى تونس الخضراء، والثانية إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، بوق ولسان حال الجماعة الإرهابية.
دندراوى الهوارى
إذاعة أغنية «تسلم الأيادى» على «قناة الجزيرة» قريبا!!
الأربعاء، 24 ديسمبر 2014 12:16 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة