إشارة رمزية من قطر

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شخصيا أعتبر قرار قطر بغلق قناة الجزيرة مباشر مصر إشارة رمزية إيجابية من الدوحة تجاه تفاهمات الرياض للمصالحة مع القاهرة.. إشارة رمزية، وليس نهاية المطاف لأن هذه القناة لم تكن هى لُب الخلاف المصرى القطرى، ولن يكون غلقها السبب فى العودة السريعة للوئام، لأن هناك ملفات أخرى أكثر استراتيجية من قناة الجزيرة يجرى التفاوض بشأنها حاليا استكمالا لاجتماع الرياض الأسبوع الماضى الذى رأس الوفد المصرى فيه اللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية، فالملفات العالقة أكبر من الجزيرة، وحتى من ملف احتضان الدوحة لقيادات جماعة للإخوان الإرهابية، ليبيا ودعم الميليشيات المسلحة هناك أحد أهم هذه الملفات التى تؤكد مصر خلالها ضرورة أن توقف قطر دعمها لهذه الميليشيات، كون ليبيا هى امتداد مباشر للأمن القومى المصرى، وأن استمرار الدوحة فى تمويل وإمداد الميليشيات المسلحة الليبية وتحديدا فى طرابلس سيزيد من تعميق الأزمة الليبية بما يسبب ضررا مباشرا بأمننا القومى.

المؤكد الآن أن التفاوض بين القاهرة والدوحة يجرى وفق عقلية مصرية منفتحة على العالم العربى.. عقلية تريد أن تغلق أى طريق من شأنه تعكير الصفو العربى، وهو ما أكده وسمعته مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء لقائه مع الإعلاميين المصريين بنيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، فالرئيس رغم أنه تأذى كثيرا من قطر وإعلامها فإنه ظهر منفتحا على محاولات عدد من الأشقاء الخليجيين لغلق صفحة الخلاف مع قطر، لدرجة أنه لم يخش أن يبدى لأمير قطر انزعاجه من أى تناول إعلامى مصرى ينال من الأسرة الحاكمة فى قطر، وقال للشيخ تميم إنه تأذى من الهجوم على والدته الشيخة موزة، قالها السيسى وقت أن كان ومازال معرضا للهجوم من الإعلام القطرى، لكن الفارق أن السيسى لديه يقين بأن العام يجب أن يلغى الخاص، وأن المصلحة العليا تفوق أى شىء.. قالها مفضلا مصر عليه هو شخصيا، فى المقابل فإن قطر هى الأخرى أبدت تجاوبا مع المبادرة للسعودية، فتأكيدها على أن أمن قطر من أمن مصر هو رسالة واضحة وإن كانت متأخرة من الإخوة القطريين، لكن حسنا أن جاءت.

الشاهد الآن أننا أمام أجواء إيجابية للمصالحة، ينقصها فقط استمرار حسن النوايا حتى نصل إلى الوفاق التام، الذى لن يتحقق فقط بغلق قناة فضائية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة