الشعب القطرى على العين والرأس، وأعتقد أنه ليس طرفا فى الإساءات الكثيرة التى ارتكبتها الدوحة فى حق المصريين، وأن العلاقة مع الأشقاء القطريين لم تتأثر كثيرا، وأعرف كثيرين منهم كانوا مستائين من تجاوزات قادتهم فى حقنا، المصالحة التى تبناها المللك عبدالله محمودة، لأن نوايا خادم الحرمين الشريفين طيبة، ولكنها تمت على مستوى الرئاسة فقط، ولم تصفُ نفوس قطاع كبير من المصريين الذين يعتقدون أن قطر (الرسمية) مسؤولة عن الدماء التى سالت بعد رحيل حلفائهم من الإخوان، وأنهم استهانوا بفجاجة بإرادة شعب عريق وعظيم، كل أزمته أنه يعانى من مشكلات اقتصادية حادة، المبعوث القطرى قابل السيد الرئيس، وبروتوكوليا من الصعب تقبل هذا، وأعتقد أنه فعلها إجلالا للعاهل السعودى ودوره النبيل تجاه مصر، ليس أكثر من ذلك.
قناة الجزيرة مباشر مصر ارتكبت أخطاء مهنية لا تغتفر، وجندت مرتزقة للنيل من مصر الثورة، ووقف بثها ليس دليلا على حسن النوايا، ولكن لأنها تحولت فى الفترة الأخيرة إلى قناة كوميدية وليس إخبارية، هل سترفع الدوحة الرسمية يدها عن المطلوبين الذين يخططون لهدم الدولة المصرية، وهل ستتوقف عن دعم الإرهابيين فى ليبيا وسيناء، وتغير من خطاب قناتها الناطقة بالإنجليزية؟ الأمير الشاب يبدو مختلفا عن الحرس القديم فى الدوحة، ولكن لا أحد يعرف كم من أوراق اللعبة فى يده؟ المصالحة خير فى كل الأحوال، ولكن كان ينبغى أن يتم الاعتذار للشعب المصرى أولا، الشعب الذى وقف حاله ومات له كثيرون بسبب دعم قطر للمتشددين، وبسبب التحريض وتزييف الحقائق وتطفيش السياح..هى مصالحة غير عادلة.