حنان شومان

تحالفات انتخابية بالمهلبية

الجمعة، 26 ديسمبر 2014 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للحق اعتكفت أياما وأياما أمام شاشة الكمبيوتر أستجدى الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بكل ما فيه من معلومات من كل صوب وحدب وتاريخ وجغرافيا، أن أفهم كمواطنة تعيش فى بلد مقبل على أول انتخابات برلمانية نظنها بجد بعد ثورتين، أستجدى المذكور لأفهم منه هو مين مع مين، ومين فين وعايز إيه، ومين بيقول إيه وليه، أو بالملخص كده أردت أن أفهم عن الأحزاب الموجودة فى مصر الآن وخريطتها وأهدافها وخططها فى أمر انتخابات البرلمان المقبل، حيث إننى مثل حضرتك، وهى فرضية قد ترضى بها أو ترفضها، مواطنة أريد أن أكون إيجابية وأشارك فى التصويت للبرلمان بناء على فهم ووعى بمن يستحق ومن لا يستحق طبقاً على الأقل لما يقدمه من برنامج قد يتوافق مع بعض أحلامى لبلدى الذى عشت معاناته كل سنين عمرى حتى الآن، إضافة لإدراكى التام أن البرلمان القادم من المفترض أنه أهم برلمان فى تاريخ مصر الحديث، لأنه هو الذى سيكون مسؤولا عن إصلاح ما أفسده الزمن ومبارك وتشريعاته.

وللحق فلم أصل برغم إصرارى ودأبى لشىء أستطيع أن أستبشر به ولو شبر تفاؤل أو حتى أقل، ذلك أن مصر قبل ثورة يناير كان بها 84 حزب، قل سبحان الله، لأن حضرتك أكيد لم تكن تتصور أن هناك هذا العدد من الأحزاب فكلنا لم نعرف إلا حزبا واحدا وهو حزب من أجلك أنت القابع مبناه الآن على ضفاف النيل محروقا، وربما كنت تسمع مثلى ما بين الحين والآخر عن حزب الوفد أو التجمع أو خناقات حزب أيمن نور غير المأسوف عليه باسم الغد، وربما أيضا كنت تعرف مثلى أن هناك حزبا لا تذكر اسمه ولكن تعرف رئيسه الصباحى الذى كان يرتدى طربوشا، رحمه الله، وكان بيشوف الطالع والبخت ويتنبأ دائماً بفوز حزب مبارك، ولو أنك مطلع وفاهم أكثر من اللازم فبالتأكيد أنك تعرف أن هناك حزبا باسم التجمع لأن له يافطة كبيرة فى وسط البلد وربما مررت يوماً كقارئ على الجريدة التى يصدرها، كما أنك ربما كنت أكثر اطلاعاً وتعرف أن هناك حزبا باسم الناصرى وكانت له صحيفة هو الآخر، وبالتأكيد هذه المعلومات هى أقصى ما كان يسعى إليها أى مطلع وفاهم ودارس قبل 25 يناير.

أما الآن فأقولها لك بملء فمى لا تحاول أن تعرف شيئاً عن الأحزاب الموجودة التى زادت فلم يعد هناك من عائق أمام أى شخص فى إنشاء حزب فالأحزاب صارت بالهبل، وخد عندك تعرف حزب فرسان مصر، طب بلاش حزب مصر بلدى، طب حزب الصرح المصرى الحر، طب خد عندك حزب الجيل الجديد، والأهم من أسمائها أنها بلا هوية تعرف منها أو عنها من تكون، فكلما بحثت وقرأت برامجهم أجدنى متلبسة بروح القذافى وأردد من أنتم؟!

ثم أتجه إلى الأحزاب التى تحتفظ بأسماء تاريخية كالوفد أو التى ترتبط بأسماء شهيرة كالمصريين الأحرار الذى عرفه المصريون بعد يناير، أو حزب الدستور الذى حصل على شهرته من اسم البرادعى، أو حتى حزب الحركة الوطنية الذى يقولون إن شفيق صار رئيساً له، فلا أجد غير ضجيج بلا طحين ولا أجد لهم من قيمة أو وجودا إلا على بعض الشاشات أو بعض الخلافات ما بين ما يطلقون عليه تحالفات حزبية من أجل الانتخابات البرلمانية كتحالف التيار الديمقراطى وتحالف الجبهة المصرية اللى اتخانقت مع بعضها على تقسيم التورتة حتى قبل الحفلة، وأقسم برب العزة فى علاه ألا أحد فيهم وبينهم يملك شبرا واحدا من برنامج أو طموح إلا الوصول لكرسى البرلمان من أجل سلطة وسلطان، وأعود فتتلبسنى روح القذافى المقتول من أنتم؟ ومتى سأكون كمواطنة من حقى وواجبى انتخاب نائب طبقاً لبرنامج محدد أعرفه وأستطيع أن أحاسبه به، هذا فى حال كنت مواطنة مهتمة، أما وإن لم تكن مهتما فاطوِ الصفحة ولا حاجة لك بقراءة هذا المقال والأفضل أن تأكل مهلبية بالوطنية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة