أكرم القصاص

«شبه المنحرف» الثورى!

السبت، 27 ديسمبر 2014 06:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الكاتب يوزع تهمة الخيانة ومع كل جملة يكتبها يرفع صوته بالحديث عن الثورة العربية والثوار. الكاتب لم ينتبه إلى أنه يكتب مقاله الذى يملؤه باتهامات الخيانة فى صحيفة تسمى العربى الجديد، وهى إحدى الصحف مجهولة المنشأ والتمويل والمصنفة ضمن إعلام يتحدث باسم الثورة، بأموال قطرية وتركية و«كوزموبوليتانية»، وأنها ليست المكان المناسب لتوزيع تهم الخيانة. وهى مكان فى حد ذاته تهمة، ومكان للتربح باسم الثورة.

زمان كان الثوريون يدفعون ثمن ثوريتهم، لكننا فى زمن أصبح الثورى يحصل على ثمن» ثوريته مقدما، وهو ما يعيدنا إلى الثمانينيات من القرن العشرين، عندما كانت هناك منافسة وخلافات بين الأنظمة العربية، بين البعث فى العراق وسوريا، بين القذافى ومصر أو دول الخليج، وكل دولة تشترى أو تمول صحفا ومنصات. العراق يمول عددا من المجلات والصحف، وسوريا والقذافى وبعض دول الخليج. ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكان الكتاب المحترفون يهاجمون كل خصوم ممولهم ويعدون الممول هو وحده الثورى. والصحف تغير بوصلتها حسب العلاقات بين الأنظمة الاستبدادية، بعض الصحف كانت تتنقل من ممول لآخر بسهولة، وكان على رأس هؤلاء صحفى من أصل فلسطينى نجح فى عبور كل الأنظمة وتنقل من منظمة التحرير إلى ليبيا والخليج والعراق وسوريا، ومازال قادرا على العمل بكل الاتجاهات والفضائيات. ومسيرته تقدم نموذجا للخلط بين الكلام عن الحرية والثورة وبين الاتجار بهما. ونموذج لمن اتخذوا الربيع العربى مطية، ووصل بهم الحال للعمل فى صحف وفضائيات مجهولة المنشأ، أو معلومة علنا لكنها محطة لأجهزة وأنظمة وشركات. لم يثبت أنها وأمثالها ساندت مصالح شعب، لكنها حققت مصالح كتابها.

فى العراق بعد الغزو الأمريكى ظهرت مئات الفضائيات والصحف، كل منها تمثل فصيلا وممولا، تتحدث باسم العراق بينما تساهم فى تفتيته طائفيا وعرقيا، حتى ظهر من العراقيين من يستجير من الطائفية بالإرهاب. وكان دخول المال القذر هو ما أطاح بمصالح الثورة والشعب السورى لصالح وكلاء الحرب، ودفع كثير من السوريين للابتعاد خوفا من نفق التمزيق والبلقنة، ونفس الأمر فى ليبيا، حيث الإعلام ظهير واضح لجماعات مسلحة وإرهاب أسود يمثل رأس حربة لمصالح لاعلاقة لليبيين بها.

لقد تعلم الشعب العربى فى دول الربيع، أنه ليس كل من يتحدث باسم الثورة ثورى، وأن بعضهم يرفع اسم الثورة ويختبئ خلف مصالح ممولين وطامعين. بل وحتى التنظيمات والمنظمات التى تسمى نفسها الائتلاف الثورة والاتحاد الثورى والمربع الثورى وتستقطب تجار الكلام والسياسة، تصب أغلبها فيما يمكن تسميته «شبه المنحرف» الثورى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة