أختلف كثيرا، فى الرؤى والطرح، والأفكار، مع الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى، والخبير الاقتصادى المرموق، لكن لا أملك إلا أن أحترمه وأقدره على المستوى الشخصى، فالرجل يُبدى معارضته أو تأييده لسياسة ما سواء للنظام أو المعارضة، تأسيسا وانطلاقا من منظومة أخلاقية عالية يتمتع بها.
الدكتور زياد بهاء الدين، المعارض، بأدوات، مغلفة بورق السوليفان الشيك، يرفض أن يقف فى خندق، الشتائم البذيئة، أو التكفير السياسى، أو التسفيه والتسخيف من خصومه، ويعتلى منبر الحالم الرومانسى فى معبد المدينة الفاضلة، ليخطب فى الناس همسا، ورقة، ولطفا، حتى لا يجرح مشاعرهم، وإذا رأى ولو من بعيد أى امتعاض من طريقته، ينزعج، ويحاول القفز من المنبر، والفرار، لأنه لا يطيق أن يرى، وجها ممتعضا منه.
هاجمت كثيرا، الدكتور زياد، عندما كان فى موقع المسؤولية، ولكن، أعترف، أن الرجل، يمثل المادة الخام للأخلاق، وعفة اللسان، ومنذ آيام كتب مقالا، طرح فيه رؤيته فى الوضع الحالى، وقد أعجبنى طرحه واتفق معه، خاصة إننى كتبت فى هذا السياق كثيرا.
الدكتور زياد قال نصا فى مقالة: «التغيير ممكن لأن الشعب الذى اختار أن يصنع مصيره مرتين من قبل قادر على فرض إرادته مرة أخرى إذا ما اضطرته الظروف لذلك، واصطفاف الناس وراء الرئيس والحكومة من أجل الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية لا يعنى أن الرغبة فى التغيير قد انطفأت بل لا تزال حاضرة وسوف تعاود تحريك الجماهير إذا ما تقاعست الدولة عن تحقيق وعودها».
وقال أيضا: «التغيير ممكن لأن حالة الانقسام والاقتتال السائدة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، بل سيأتى اليوم الذى يبحث فيه المجتمع عن توافق جديد يستوعب كل من لم يرتكب عنفا ولا فسادا ويضع نهاية لمسلسل تصفية الحسابات بين قوى سياسية لا تريد لهذا البلد أن يهدأ». وأضاف: «سقوط النظام هذه المرة يهدد كيان الدولة ويلقى بها فى نفق عميق ومظلم»، وهذا ما أكدناه فى مقالاتنا السابقة، من أن البديل فى حالة سقوط النظام الحالى فوضى عارمة، وداعش، تنشر رجالها للقضاء نهائيا على كل المقدرات.
طرحت هذا الآمر، وأكدت مرارا وتكرارا أن حركة 6 إبريل ورفاقها، لابد أن تجد علاجا سريعا وفاعلا لمرض «التثور اللاإرادى» الذين أصيبوا به، وأن يبدأوا التحول من حالة الثورة الهدامة للفساد، إلى حالة البناء للأمجاد، وأن يبذلوا الجهد والعرق، للنزول إلى الشارع فى مختلف المحافظات، لتأسيس كيانات سياسية قوية وفاعلة، يمكن لهم الوصول إلى الحكم من خلالها، وأى سيناريو مغاير لهذا الآمر، سيسددون ثمنه غاليا، فالشارع انصرف تماماً عن الذين ينادون بالثورة، وترسخت قناعاته، أن أى كيان سينادى بالثورة، سيعطى لها ظهره.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة