رمضان زكى معتوق يكتب: كل سنة وأنت طيبة يا أم مينا

الأحد، 28 ديسمبر 2014 10:07 م
رمضان زكى معتوق يكتب: كل سنة وأنت طيبة يا أم مينا ناس ماشية فى الشارع أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل سنة فى كل عيد لازم أرجع بفكرى لبداية الثمانينات لما بدأت تتشكل طفولتى البريئة وافتكر جارتنا ست البنات وزينة شارعنا وقمر بلدنا كانت كبيرة على وش زواج زى الملاك كنت شايفها أختى الكبيرة لابسة طرحة سلو بلدنا وماليه الشارع بهجة ومرح بعفوية وخفة وطيبة وحنية.

يا سلام لما كانت أمى تنادى عليها تساعدها فى عمل كعك العيد والبسكويت دى كان عليها خلطة عجين يعنى البيض والدقيق والسكر بصراحة إيدها تتلف فى حرير، كانت مفيدة لينا كلنا واسمها مفيدة اسم على مسمى كانت تكرس كل وقتها وجهدها من الصبح للعصرية من غير كلل أو ملل وتقعد تلف فى ماكينة العجين اليدوية وتعمل أشكالا مختلفة للعجين وتحط الصاج فى الفرن وإحنا حواليها وهى منورة علينا البيت. مش هنسى أبدا لما جدتى أم أبويا ماتت الله يرحمها كنت عيل وسط العيال وشايف الحزن فى بيتنا وأقول أخرتها إيه فى الجو ده نفسى أشوف التمثيلية فى التلفزيون وهى كانت شايلة مع أمى البيت جارة ونعم الجيرة، ووالدى رحمة الله عليه الحزن كان ناقح عليه وأنا ذنبى إيه كنت طفل وأصدر فرمانا علينا كلنا ممنوع التلفزيون فى البيت لمدة عام حزنا على والدته، وهنا بدأت حسرتى مش على جدتى لكن ده حول كامل وهييجى شهر رمضان والفوازير وفطوطة وجده عبده زارع أرضه وعمه فؤاد بيلف بلاد، لكن الحمد لله أختى الكبيرة مفيدة موجودة كنت باشوف التليفزيون عندها وأرجع بيتنا تكون عاملة كمان حاجة حلوة من الحاجات الكتير الحلوة اللى كانت تعملها مع والدتى ولما تمشى اسمع أمى تدعيلها وتقول يارب يعدلهالك ويكرمك بابن الحلال يا مفيدة يابنت عزيز على قد نيتك الصافية، ويزيدك عافية وربنا استجاب لأمى دعوتها، وجاء عادل اتحول لملاك على إيدها واتزوجها وراحت وردة حتتنا وسابت شارعنا وباقية ذكراها مش ممكن هنساها وبسأل أمى عليها قالت ربنا أداها خلفت راجل اسمه مينا وهى أم مينا أخت المعلم سمير النجار أول واحد كل عيد ييجى يهنينا. واليومين دول بدأت اسمع نفس الجدل اللى بيتكرر كل عام فى عيد الميلاد نهنى المسحيين بالعيد أم لا يجوز ونحط نفسنا فى إطار ضيق وكأنها مشكلة، الموضوع سهل مش محتاج كل اللغط ده، تعالوا نفتكر موقف رسولنا نبى الرحمة لما مرت عليه جنازة يهودى وقف احتراما للإنسانية، وتقدير لتكريم الإنسان لذلك هاقدم التهنئة لكل المسيحيين وأخص منهم أختى الكبيرة، وأقولها كل سنة، وأنت طيبة يا أم مينا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة