حسنا فعلت دار الإفتاء المصرية بإطلاقها حملة «نبى الرحمة» للتعريف بأخلاق الرسول، صلى الله عليه وسلم، لدى غير المسلمين فى بلدان العالم المختلفة، فالصورة الذهنية للإسلام والمسلمين قد تضررت بشكل هائل بسبب الجرائم التى يرتكبها من يدعون انتسابهم للإسلام من أعضاء التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية من القاعدة مرورا بالإخوان وانتهاء بداعش.
الحملة التى تتبناها وزارة الأوقاف تستهدف الوصول إلى نحو 10 ملايين شخص حول العالم، وتشمل، كما جاء فى بيان الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الديار المصرية، نشر العديد من المقالات باللغات الأجنبية فى كبريات صحف العالم عن النبى الكريم، ونشر فيديوهات قصيرة لمفتى الجمهورية وعدد من علماء دار الإفتاء مترجمة للغات عدة للتعريف بالنبى، صلى الله عليه وآله وسلم، وزيارات من علماء الدار لدول أوروبا وأمريكا وشرق آسيا للتعريف بنبى الرحمة، بالإضافة إلى تخصيص مسؤولين للتفاعل والرد على استفسارات الجماهير الغربية على مواقع التواصل الاجتماعى.
أقول، كل ذلك جميل ومشكور، لكن ما أحوجنا نحن الـ90 مليونا من المصريين إلى هذه الحملة، فقد أصبح العنف والكراهية والقسوة والكذب والغش وغيرها من الخصال السيئة التى نهى عنها الرسول الكريم، هى أساسيات التعامل فى حياتنا اليومية، وتواطأنا على القبول بهذه الخصال السيئة وكأنها أمر واقع لا فكاك منه، مما انعكس على مختلف أوجه حياتنا التى أصبحت قبيحة فقيرة مؤلمة تعسة منزوعة البركة. لا أقول لوزارة الأوقاف وفرى فلوسك المخصصة لحملة «نبى الرحمة» فى الخارج، ولكنى أقول إننا نحتاج أكثر منها للضائعين فى الداخل وهم أكثر وأولى وأشد احتياجا لا للنقود بل للأفكار المبتكرة والحملات الذكية للأخذ بأيديهم من جاهلية التطرف إلى صحيح الإسلام، ومن ظلمة الجهل إلى نور المعرفة. لتكن مثل هذه الحملات فى المناهج الدراسية وفى المدارس، ولتشع كلمات الرحمة المهداة على المنابر وفى الإذاعات والتليفزيونات، حتى يتغير المزاج العام من العنف والكراهية إلى المحبة والتراحم، وكلما حققتم نجاحا فى الداخل فثقوا أنكم ستحققون نجاحا أضعافه فى الخارج دون أن تبذلوا أى مجهود ودون أن تخصصوا الحملات لغير المسلمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة