هل يتجاهل رئيس الجمهورية «وزير الثقافة»؟.. الرئيس لم يحضر حفل افتتاح المسرح القومى أو متحف الفن الحديث .. والرئاسة لم تدعُ الوزير للقاء المثقفين مع السيسى

ربما تكون صورة الدكتور جابر عصفور وهو يقف أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى لحلف اليمين الدستورية لتولى وزارة الثقافة هى الصورة الوحيدة التى تجمع الرئيس بالوزير، فلم يتم تداول أية صورة منذ حلف الحكومة لليمين تجمع بين الرئيس والوزير، وتكرر الأمر فى مناسبات عديدة كان من المفترض أن يظهر فيها الوزير بجوار الرئيس حيث افتتح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة العديد من المنشآت الثقافية الكبرى التى أوشكت علملية ترميمها أو تجديدها على الانتهاء مثل متحف الفن الحديث والمسرح القومى لكن ما استرعى الاتباه هو أن الرئيس لم يحضر هذه المناسبات المهمة، وهو ما جعل للسؤال أهميته: هل يتجاهل الرئيس وزير الثقافة؟

غير مطروح هنا أن يكون تفسير عدم حضور الرئيس لتلك المناسبات تجاهلا منه للثقافة والمثقفين، فهذا أمر تكذبه الوقائع، فيتناقل البعض أن الرئيس وربما لأول مرة منذ عشرات السنين عين مستشارا ثقافيا للرئاسة هو الكاتب الشاب أحمد مراد، كما أن رئيس الوزراء عين مستشارا ثقافيا للحكومة هو الدكتور إسماعيل سراج الدين، وبصرف النظر عن مدى رضا المجتمع الثقافى عن هذين الاسمين، لكن مجرد فكرة تعيين مستشارين ثقافيين فى الرئاسة والحكومة دليل قوى على أن الدولة تولى اهتماما كبيرا بالثقافة وتسعى للتواصل مع هذا القطاع المهم، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما فتح باب اللقاءات مع أطياف المجتمع المصرى كان المثقفون حاضرين بقوة، سواء فى لقاءات رؤساء التحرير الدورى أو فى لقائه الأخير مع الأدباء والمثقفين، وهو اللقاء الذى أثار العديد من علامات الاستفهام، فقد كان جابر عصفور من أوائل الذين دعوا إلى لقاء الرئيس ويومها تكلم عصفور باستفاضة عن الثقافة المصرية والتحديات التى تواجهها وهو اللقاء الذى كان فاتحة خير على عصفور حيث تم اختياره بعدها ليصبح أول وزير ثقافة فى عهد الرئيس السيسى، لكن لم يعرف «عصفور» عن اللقاء الأخير شيئا إلا من وسائل الإعلام، وحينما أراد الرئيس أن يعلن عن زيادة ميزانية وزارة الثقافة لم يعلن عن هذا الخبر السار عبر الوزير، لكنه أعلنه للمثقفين مباشرة، فترى ما كل هذه الملابسات؟

يعرف الكثيرون أن بعض الافتتاحات التى احتفل بها الوزير كانت «افتتاحات وهمية» لا تعبر عن إنجاز حقيقى تشهده وزارة الثقافة، فعلى سبيل المثال لم يتم افتتاح متحف الفن الحديث بشكل كامل، وما حدث هو افتتاح جزئى تم تحت ضغط كبير من الوزير، فكانت النتيجة أن متحف الفن الحديث أصبح «معرض الفن الحديث» فلم تتعدى عدد المعروضات الفنية المائة فى حين أن صالون الشباب كان به أكثر من 400 عمل فنى، وهناك تخوفات أمنية كبيرة حيث لم يتم تأمين قاعات المتحف بالكامل وما تم تأمينه هو القاعة الأرضية فقط، أما المسرح القومى فقد ظل العمل فى المسرح حتى قبل افتتاحه بساعات، ناهيك عن أن هذه «الإنجازات» إن جاز أن نسميها بهذا الاسم، لا تحسب تماما لجابر عصفور حيث أن العمل استمر بها لسنوات طويلة قبل أن يأتى عصفور للوزارة، أضف إلى هذا أن الوزير كثيرا ما يستهلك طاقته فى معارك فكرية وإعلامية كثيرة وهو الأمر الذى فسره المثيرون بأنه محاولة من الوزير لجذب الانتباه، فهل تضافرت كل هذه الظروف لتشكل علامة استفهام كبيرة حول علاقة عصفور بالرئيس السيسى؟ أم أن هناك بالفعل توترات بين الرئيس والوزير؟