مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة المؤهلة لطرح مبادرة سياسية لحل الأزمة السورية. القاهرة ومنذ حوالى شهر تستضيف اجتماعات مكثفة لعدد من طوائف وائتلافات المعارضة السورية للتوافق حول توحيد الصف والاتفاق على حتمية الحل السياسى بعد أن أثبت خيار السلاح فشله وعجز كل الأطراف المتنازعة عن حسم الصراع بالسلاح وإدراك الجميع أن قوى إقليمية ودولية تستمرئ الوضع الحالى واستمرار حالة التمزق والتفتت والانهيار للدولة السورية وإحداث التوازن حتى بالسلاح بين نظام الرئيس الأسد وباقى من يطلق عليهم المعارضة السورية. فالهدف هو الدولة وتفكيكها وتقسيمها إلى دويلات مستباحة من الجميع والإجهاز على الجيش السورى بعد الجيش العراقى. القاهرة الآن هى المؤهلة وهى التى يثق فيها جميع الأطراف السورية لأنها لم تتورط فى الصراع ولم تتلوث يدها بدماء الشعب السورى ولم تتأمر عليه مثلما فعلت باقى الأطراف. تبدل مواقف بعض الدول العربية من الأزمة السورية يدفع إلى نجاح المبادرة المصرية ويحفز دول أوروبية عديدة مثل فرنسا وإسبانيا إلى دعمها وإنجاحها، استعادة مصر لمكانتها العربية والأفريقية والدولية يعيد بريق الريادة والقيادة مرة أخرى فى المنطقة رغم التدهور الحاصل فى بعض الدول العربية ورغم الظروف الاستثنائية التى تعيشها، لكنها قادرة على استعادة الزمام ولململة شتات النظام الإقليمى العربى من جديد وتثبيت أركانه بالتنسيق والتعاون مع المملكة العربية والإمارات والكويت والجزائر والمغرب وتونس التى عادت لأهلها ولوطنها العربى مرة أخرى.
الحل السورى سيبدأ من مصر وينتهى إليها لأن ما بين القاهرة ودمشق فى التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك الكثير والكثير والحفاظ على أمن مصر القومى يبدأ من دمشق وسلامة سوريا وقوتها ووحدتها يبدأ من القاهرة.
الأطراف السورية نظاما ومعارضا تدرك منذ 30 يونيو أن الموقف المصرى الواضح من الأزمة يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سلمى يراعى مصالح الشعب السورى وينهى معاناته بعد سنوات الشتات والاغتراب، وكما قال الرئيس السيسى هناك مصداقية وقبول لمصر لدى مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة السورية، المبادرة المصرية واضحة وتشكل نواة حقيقية للحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة، والخطوة الأولى توحيد المعارضة السورية تحت راية واحدة لتجنب تكرار التجربة العراقية بعد الاحتلال الأمريكى، هناك حالة من التفاؤل والأمل فى أن تعود مصر العربية لدورها الطبيعى وتقود زمام حل الأزمة السورية كبداية لقيادة نظام عربى جديد.